توقيت القاهرة المحلي 04:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل التعليم عن بعد

  مصر اليوم -

مستقبل التعليم عن بعد

بقلم : محمد عبد الله

أصبح مصطلح التعليم الإلكتروني يتردد بكثرة في الأوساط التربوية، دون أن يعي الكثيرون من الذين يرددون عبارات تطالب بضرورة الاتجاه نحو التعليم الإلكتروني شيئاً عن آليات ومقومات التعليم الإلكتروني وهل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية مستعدة لمثل هذا النوع من التعليم ؟ وما المقصود بهذا النوع من التعليم ؟

التربويون يُعرفون التعليم الإلكتروني بأنه ذلك النوع من التعليم المرتكز على الطالب ، والمطوع لتقنيات المعلومات والاتصالات في عملية التعليم و التعلم ، وقد أصبح من أكثر أنماط التعليم انتشاراً وتسارعاً في العصر الحاضر .

وهذا التعريف يرتبط بمصطلح آخر هو مصطلح المجتمع المعرفي ، وهو المجتمع القائم على المعرفة كمكون أساسي من مكوناته ، وفي أدبيات التعليم فإن المجتمع المعرفي بمثابة حلم تسعي جميع الأمم للوصول إليه ، وفي مجتمع المعرفة تكون المعلومات والمعرفة هي العصب الرئيسي للاقتصاد، وعليه فلن تكون الفجوة بين الدول والأمم، كما كانت في السابق ، متعلقة بالدخل ، بل قامت تقنية المعلومات والاتصالات بتغيير المعادلة الاقتصادية فصارت الفجوة بين الدول والأمم هي الفجوة المعرفية

ومن هذا المنطلق، فإن التعليم الإلكتروني لا يعني مجرد نشر أجهزة الحاسب الآلي في الفصول الدراسية أو في الممرات في المباني الأكاديمية ، ولا يعني أيضاً تمديد الشبكات وزيادة سعات الاتصال ، ولا يعني نقل المحتوي التعليمي كما هو ونشره على شبكة المعلومات العالمية، فقضية التعليم الإلكتروني ليست تقنية بالمقام الأول ، بل والتعليم الإلكتروني ، كما يشير خبراء هذا المجال يقوم على الطالب نفسه، ويتضمن ذلك أن دور المتعلم في عملية التعليم والتعلم قد تغير ، وبالتالي فإن دور المعلم قد تغير هو الآخر من كونه مصدراً للمعلومات إلى كونه ميسراً ومدرباً ومنظماً ومخططاً لعملية التعليم وغير ذلك من الأدوار التي يقضيها تحول المتعلم من مستقبل سلبي للمعلومات إلى متعلم فعال ، وهذا الموقف التعليمي يتم في بيئة غنية بمصادر المعلومات وتقنية المعلومات والاتصال .

ولكن في ظل المشاكل التي تعاني منها المدارس المصرية ، وعلى رأسها مشكلة ارتفاع الكثافات في الفصول والتي وصلت إلى أكثر من 120 تلميذاً في الفصل الواحد في بعض المدارس ، بالإضافة إلى أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى معلم بقدرات خاصة وبكفاءة معينة في ذلك المجال ، كما أن هذا النوع من التعليم يحتاج أن تكون المدارس على مستوى معين من الكفاءة والاستعداد التكنولوجي.

وخير دليل على ذلك تجربة التابلت التي بدأها وزير التعليم الأسبق الدكتور محمود أبو النصر ، والتي أنفقت عليه الوزارة عشرات الملايين من الجنيهات ، وفشلت التجربة ، بسبب أن المدارس لم تكن على استعداد لتلك التجربة، وتحول التابلت من جهاز للتعليم إلى وسيلة للترفيه ، وحول الطلاب أجهزة التبلت إلى أجهزة محملة بالألعاب والأفلام.

كذلك فإن من مشكلات التعليم الإلكتروني أن استجابة المعلمين بصفة عامة تختلف نحو توظيف التعليم الإلكتروني في حياتهم التعليمية اليومية ، لذا يجب أن توجه إلى من تنخفض درجة حماسهم لتطبيق التعليم الإلكتروني .

ولنعلم أن المستقبل قد بدأ ولأن التعليم الجيد لا يأتي صدفة فيجب أن يكون لدينا قناعة بأن المؤسسات التعليمية التي لا تتطور باستخدام التعليم الإلكتروني حتماً ستفشل في المنافسة العلمية بالعالم الجديد ومؤسساته التعليمية الإلكترونية المتجددة على مدار الساعة والتي فيها يتم نشر وعرض المعلومات لأفضل العلماء والمحاضرين على مستوى العالم وتصميم وإنتاج لخبراء تكنولوجيا التعليم وعرض بأحدث الأجهزة التكنولوجيا والذي سينتج عنها تعليم الطلاب ليس فقط من خلال أساتذتهم والقاعات والمعامل بمؤسساتهم التعليمية ولكن من خلال مجموعة من الخبراء العالميين من ذوي الخبرات والخلفيات العلمية والمواقع المتنوعة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل التعليم عن بعد مستقبل التعليم عن بعد



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 21:34 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 14:13 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 06:33 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

مصر ونظام جديد للثانوية العامة

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 13:48 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon