توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر

برلين ـ وكالات

يدعو أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية مهند خورشيد إلى ضرورة تفسير القرآن بمنظور معاصر، غير أن ذلك لا يعني تغير الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي، بل أخذ السياق الزمني في التفسير بعين الاعتبار. يُدرس أستاذ العلوم الإسلامية مهند خورشيد في مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة مونستر، حيث يقوم بتهيئة التربويين الذين سيقومون مستقبلاً بتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية. ويؤكد البروفسور خورشيد وهو من أصل لبناني على ضرورة شرح القرآن من منظور معاصر، غير أن ذلك لا يعني بالنسبة له وضع أسس جديدة للعقيدة الإسلامية، إذ ينطلق أساساً من الثوابت المرتبطة بالقرآن والسنة. فالأسس والثوابت التي يقوم عليها الدين الإسلامي بالنسبة له غير خاضعة للتحولات الزمنية. ومن بين تلك الثوابت مثلاً صفة "الرحمن الرحيم" في وصف القرآن لله. مهند خورشيد من مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة منستر غير أنه يشير أيضاً إلى وجود سور في القرآن ترتبط بالنظام الاجتماعي وبإجراءات شرعية تعتمد على مراحل تاريخية معينة. ويرى أن شرح تلك السور يجب أن يتم من خلال الممارسات المرتبطة بها زمنياً أي أخذ المنظور التاريخي فيها بعين الاعتبار. "فعندما يتعلق الأمر مثلاً بموضوع القصاص أو العقوبة الجسدية التي تتعارض مع مفهومنا الحالي لحقوق الإنسان، فلا يجب أن يتم التعامل مع هذا الموضوع حرفياً، بل يجب التمعن في العمق وقراءة ما خلف السطور من معان والعمل على التحليل الدقيق لذلك". ويشير خورشيد إلى أنه من بين 6236 سورة في القرآن الكريم هناك فقط 80 سورة مرتبطة بمواضيع العقاب الشرعي. ولذلك فإنه يحذر من اعتبار القران وسوره مجرد مجلد ضخم لشرح القوانين وتحديد حجم العقاب. كما إنه يرفض النزول بالقرآن إلى مستوى كتب القوانين المدينة أو الجنائية العلمانية، لأنه، كما يضيف الباحث، "يتضمن أكثر من ذلك".  ويأخذ أستاذ الدراسات الإسلامية موقفاً منتقداً لتوجهات السلفيين في شرح القرآن الكريم، معتبراً أن هؤلاء يتعاملون مع الإسلام من المنظور الشكلي فقط، إذ يركزون في اهتماماتهم بالإسلام على مواضيع حلق اللحية وشكل اللباس إلى غير ذلك من المظاهر. ويمكن التعرف على تعريف خورشيد للصورة الإلهية من خلال كتابه الذي أصدره أخيراً تحت عنوان "الإسلام رحمة"، حيث شرح فيه بالبحث والتدقيق رأيه من الصورة الإلهية التي ينطلق منها. فهو لا ينطلق من الصورة المنتشرة لدى عدد من الناس في وصف الله بالقهار والآمر الناهي الذي يهدد ويعاقب ويجب الخضوع له دون منازع، بل إنه ينطلق في تصوراته من رحمة الله وحبه للإنسان وحب الإنسان لله، الذي هو - كما يضيف الكاتب- "غفور رحيم قبل كل شيء". كما يعتبر خورشيد أن القرآن يصف أيضاً العلاقة المنشودة بين الله والإنسان وهي علاقة متبادلة تتسم بالمحبة ولا يمكن فهمها من خلال التصنيفات الشرعية أو من منظور "الوعد والوعيد". وفي هذا السياق يحذر الأستاذ من استغلال الإسلام لمصالح سياسية معينة.  ويدعو أستاذ الدراسات الإسلامية إلى نهج طريق الحرية والعقلانية في التعامل مع المواقف الإسلامية وليس إلى الانطلاق من الطاعة العمياء دون التفكير في ما أنعم به الله على الإنسان من عقل، "فليس الله بدكتاتور ينتظر من عباده السمع والطاعة فقط". ويضيف خورشيد أنه من واجب الإنسان أن يتمعن ويتساءل عن أسباب وجوده في هذه الدنيا وعن مكانته فيها. مثل هذه الشروحات الدينية التي يقدمها خورشيد، قوبلت من قبل بعض الفقهاء بمواقف متحفظة خلال إحدى محاضراته في جامعة الأزهر العام الماضي، لكنها وجدت اهتماماً ملحوظاً لدى الشباب منهم. وتجد أفكار خورشيد الاهتمام نفسه لدى طلبته في جامعة مونسر، فالطالبة كوبره جومار (19 عاماً) تقول: "إن القرآن يشمل عدداً من السور التي تدعو إلى ضرورة استخدام العقل في الممارسات". ويعني ذلك بالنسبة لها أن الإسلام منفتح على النقد والسؤال. من جهة أخرى تعتبر الباحثة في الدراسات الإسلامية كرستينه شيرماخر، وهي مديرة بمعهد القضايا الإسلامية في الرابطة الإنجيلية الألمانية، أنه من المستحيل القيام بإصلاحات دون قناعة داخلية لدى المؤمنين حيث "أن كل إصلاح في الإسلام لا يمكن أن ينطلق من أوروبا بل من مراكز الفقه الإسلامي في الدول الإسلامية مثل مصر والمملكة السعودية". ومجتمعات الدول الإسلامية نفسها لا تعيش منعزلة، وإنما في عالم تهيمن عليه العولمة. كما تشير الأستاذة شيرماخر إلى أن أوروبا نفسها في أشد الحاجة إلى وجود إصلاحات إسلامية. وتعتقد الخبيرة في الدراسات الإسلامية أنه لا يمكن أخذ الإصلاحات التي قامت بها الكنيسة الكاثوليكية من خلال مجمع الفاتيكان نموذجاً للقيام بإصلاحات داخل الإسلام، "فمن مهمة المجتمع الإسلامي أن يبحث بنفسه عن تعريفاته الخاصة في مواضيع مساواة المرأة مثلاً وفي العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين وفي موضوع المتحولين من دين إلى آخر". وتنوه شيرماخر إلى أن عدداً من الفقهاء والمثقفين المسلمين قدموا عدة اقتراحات ومشاريع بهذا الشأن "ولذلك يجب الاهتمام بها وبنتائجها". وكيفما كانت المحاولات فإن مبادرة البروفيسور خورشيد في البحث عن إسلام معاصر ستغني ولاشك النقاش الإسلامي الداخلي حول الحداثة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon