وزارة الأوقاف المصرية

أكد علماء وأئمة وزارة الأوقاف المصرية، في الإسكندرية، أن قوة الأمة في وحدتها وتماسكها والوقوف على قلب رجل واحد، كما وصفنا الله في كتابه العزيز "كنتم خير أمة أُخرجت للناس"، وأن النصر يأتي حينما تتوحد القلوب وتخلص لله رب العالمين. وجاء ذلك خلال مشاركة علماء الأوقاف في الإسكندرية في القافلة الدعوية في مساجد العامرية، تحت إشراف وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، الشيخ محمد العجمي، والتي تضمنت أداء صلاة العشاء والتراويح، مساء الخميس، وأداء خطبة الجمعة، تحت عنوان "رمضان شهر الدعاء والإجابة والنصر ".
وأوضح العجمي أن أعضاء القافلة أكدوا أن تقوى الله عز وجل من أعظم ما يحقق معيةَ الله الخاصة، المقتضيةَ للنصر والتأييد، وفق قوله: "إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" (النحل 128)، فمتى كان العبد مع ربه كان منتصرًا ومؤيَّدًا، إذ الخسران منه بعيدٌ ومستحيل، فالله لن يخذلَه يومَ الحوائج والكروب. وأشار علماء الأوقاف إلى أن الله شرع هذا الدين وجعل من الطاعات والقربات ما يُقَرِّبُ منه سبحانه وتعالى، فجعل من الأعمال الصالحة ما ترتقي به نفسُ المؤمن، ويخلُصُ قصدُه لله رب العالمين، ومن أعظم هذه العبادات الدعاء، فهو من أجلِّ القربات وعظيمِ العبادات، والدعاء شأنه عظيم، ونفعه عميم، ومكانته عالية في الدين، فيه تخليص العبيد من الاتجاه والتعلق بغير الله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر 60)، والدعاء فيه قطع العلائق عن الخلائق، وفيه اعتماد القلب على الله والاستعانة به وتفويض الأمور إليه وحده، بل إن الله ليغضبُ حين يتركُ العبدُ سؤالَه؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه"، والله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين"، (صحيح ابن ماجه)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم يا عباد الله بالدعاء" (صحيح الترمذي).
ولفت علماء الأوقاف إلى أن الدعاء ثمرته مضمونه، وهو أهم أسباب النصر، خاصة أن شهر رمضان هو شهر الفتوحات والانتصارات قديمًا وحديثًا، ففيه نصر الله المسلمين في بدر، وفتحت مكة في رمضان، ووقعت معارك تاريخية خالدة في رمضان، وفي عصرنا الحاضر نصر الله المصريين يوم العاشر من رمضان بقوة إجابة الدعاء. ووجه علماء الأوقاف الدعوة للأمة كلها بالإكثار من الدعاء، خاصة أثناء الصيام،قائلين: "البشارات تتوالى من كل مكان على المسلمين خاصة في هذا الشهر الفضيل، فابشروا وبشروا وأملوا وأكثروا من التقرب إلى الله والالتجاء إليه، وطلب النصر منه، خاصة ونحن مقبلون في هذه الأيام على أيام عظام وليال هي خير الليالي عند الله، إنها العشر الأواخر من رمضان، فأكثروا فيها من العبادة والتفرغ، وأكثروا فيها من الدعاء واستنزال النصر، فإن رحمة الله وفرجه ونصره قريب من المحسنين"، مستشهدين بقوله تعالى: "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ".
واختتم وكيل أوقاف الأسكندرية حديثه بالتأكيد على أن هذه القافلة تأتي تنفيذًا لتعليمات وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، لنشر الفكر الوسطي المستنير، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية لتصحيح الأفكار المغلوطة عند الشباب.