مرض "حمى الضنك"

للأسبوع الثاني على التوالي نرصد معاناة أهالي مدينة القصير جنوب البحر الأحمر.. فعلي الرغم من القوافل الطبية المستمرة وأعمال المكافحة التي تقوم بها المحافظة والوحدة المحلية للمدينة، ومديرية الصحة، وشركة مياه الشرب، لمحاصرة مرض "حمى الضنك"،  مازال المرض يفتك بأسر بكامل أفرادها من أهالي القصير، حيث الجهود لم تنجح حتى الآن، في القضاء على الحمى، في الوقت الذي يؤكد فيه المسئولون بالمحافظة ومديرية الصحة أن المرض بدأ في الانحصار.

في البداية، يقول همام القصير أحد أبناء المدينة، إنه منذ أكثر من 10 أيام أصبح صوت سارينة الإسعاف مألوفًا لجميع أهالي القصير بسبب كثرة الحالات التي تنقلها سيارات الإسعاف إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن الإصابات بالمرض مازالت مستمرة، وأن البعض يصاب بالمرض أكثر من مرة.

وأضاف ل "بوابة الأهرام"، أن المصابين يعانون من عدم توافر الجرعات العلاجية سوى في الصيدليات الخاصة التي تبيع الجرعة الواحدة بمبلغ 65 جنيهًا، وهناك منازل مصاب بها أكثر من 6 أفراد وهو ما يمثل عبئًا ماديًا ثقيلًا على المواطنين، مطالبًا بتوضيح محدد عن طبيعة المرض، وأسباب تأخر القضاء عليه حتى الآن، كما طالب وزير الصحة بإرسال قافلة طبية من أساتذة الجامعات المتخصصين للكشف على المصابين واستمرار القافلة بالمدينة حتى يتم التخلص من المرض نهائيَا.

وأكد عدد من مواطني القصير، أنه بسبب تزايد الإصابة بالمرض، فقد حدث عجز في الجرعات، واستغل بعض أصحاب الصيدليات ذلك، وكانوا يبيعون الجرعات بأعلى من سعرها المحدد، وأوضحوا أن هناك حالات تصاب بالمرض أكثر من مرة بعد العلاج، بالإضافة إلى معاناتهم في الوصول إلى مستشفى القصير بسبب ابتعاد المنطقة التي يوجد بها المستشفى عن مناطق السكان المصابين بالمرض، مشيرين إلى أن المرض يظهر بصورة مفاجئة ويشعر المصاب بارتفاع في درجة الحرارة، يصاحبها هذيان، وإحمرار في العيون.
 
من جانبه، أكد  يوسف الشاهد رئيس مدينة القصير، أن المرض في انحصار وأن الحالات المصابة تقل يومًا عن يوم، بدليل أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، انتظم طلاب وطالبات المدينة بمدارسهم، على الرغم من إعلان مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر عن إلغاء تسجيل الغياب للتلاميذ خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد بالمدينة.

وأضاف الشاهد، أن المدينة استقبلت عددًا من القوافل الطبية، أحدهما تحت إشراف الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة للطب الوقائي، وتم وضع الخطط المناسبة للقضاء على المرض، كما تقوم فرق الوقاية والمكافحة باتخاذ إجراءات وقائية، كما تقوم فرق من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بتطهير وتعقيم خزانات المياه بجميع أرجاء المدينة مجانًا.

وأكد الشاهد أنه لاتوجد أي حالات خطرة من بين المصابين، كما لاتوجد أي حالات محتجزة بالمستشفى، وأن جميع الحالات التي يتم نقلها إلى المستشفى، تحصل على جرعات العلاج المناسبة ويتم السماح لها بالمغادرة.

وحول استغلال البعض لعدم توافر الجرعات العلاجية وبيعها في السوق السوداء بأسعار أعلى، أكد رئيس المدينة أن ذلك حدث بالفعل مع بداية ظهور المرض، عندما تم ترويج شائعات بانتشار فيروس غامض، مشيرًا إلى أنه بالتنسيق مع مديرية الصحة، تم عمل حملة مكبرة لضبط المتاجرين بالدواء وبالفعل تم إغلاق 5 صيدليات بالمدينة.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور حسام جميل مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالبحر الأحمر، أن فرق المكافحة التابعة لمديرية الصحة، تقوم بعملها بصورة مستمرة للقضاء على الناموس والحشرات، وهي الناقل الرئيسي للمرض، وطالب الأهالي بالتعاون مع فرق المكافحة ومعاونتهم على أداء عملهم بصورة سليمة.

الدكتورة نجلاء شطا وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، أكدت في تصريح لـ"بوابة الأهرام" أن فرق المكافحة تشارك بها جميع الإدارات التابعة لمديرية الصحة بالمحافظة، بالاشتراك مع مديرية الطب الوقائي بمديرية الصحة، مشيرة إلى استمرار فرق المكافحة والفرق الطبية في أداء واجباتها عملها حتى انحصار المرض والقضاء عليه بصورة نهائية.

وناشدت المواطنين بنظافة خزانات المياه وتغطيتها والقيام بعمليات الغسيل الدوري لها، مشيرة إلى أنه سيتم استبدال خزانات المياه المكشوفة بأخرى مغطاة مجانا، مع الحرص على التخلص من أي كميات للمياه الراكدة داخل وخارج المنازل أو بالقرب من أي تجمعات، كالأسواق والمدارس وأماكن المواصلات العامة حرصًا على سلامة المواطنين.

من جانبه، أكد أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أنه منذ اليوم الأول لظهور حالات الإعياء، أصدر تعليماته إلى الوحدة المحلية لمدينة القصير، ومديرية الشئون الصحية، وشركة مياه الشرب والصرف الصحي، بالبدء فورًا في اتخاذ كافة الإجراءات الطبية والوقائية، وبالفعل تم الدفع بعدد من الفرق الطبية لعلاج الحالات.

كما تم تزويد مستشفى القصير والوحدات الصحية بالأمصال والجرعات العلاجية، وأرسلت وزارة الصحة فريقًا من الطب الوقائي، وتم اتخاذ كافة ما يلزم لمحاصرة المرض، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليمات بتطهير جميع خزانات المياه بالمدينة على نفقة المحافظة، مضيفا أن فرق المكافحة لاتزال تمارس مهامها حتى يتم القضاء على المرض وأسبابه.؟
وتعد القصير منتجعا سياحيا هادئا بشواطئها..