وزير الخارجية الألماني هايكو ماس

وجه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس انتقادات حادة للنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة والصين في السياسة الاقتصادية، محذراً من تفاقم النزاع التجاري.

وقال ماس الثلاثاء في برلين في اليوم الاقتصادي لمؤتمر السفراء الألمان: "النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين لا يقلقنا فقط، بل يمسنا أيضاً".

ويذكر أن الصين والولايات المتحدة فرضا قيوداً جمركية على نحو متبادل تقدر قيمتها بمليارات اليورو.

وتطرق ماس إلى العقوبات الأمريكية المتجاوزة للحدود الإقليمية، مثل التي تهدد النشاط التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وقال "ليس من المقبول ببساطة التأثير على سياسة الطاقة الأوروبية عبر عقوبات"، موضحاً أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد بيع المزيد من الغاز المسال في أوروبا، فإن هذه مساهمة مرحب بها لتوسيع نطاق العرض، "لكن قرارات الشراء يتعين أن تتخذ بناء على السعر، وليس بالإجبار عبر عقوبات".

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعارض مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.

وفي إشارة إلى الولايات المتحدة والصين على وجه الخصوص، قال ماس "إنه يجرى التشكيك على نحو متزايد في النظام الاقتصادي العالمي القائم على قواعد"، مضيفاً أن "هذا الأمر يضر ألمانيا بشدة بصفتها واحدة من أكثر اقتصاديات العالم انفتاحاً وتشابكاً"، وقال "نعتقد أنه يمكن عبر الانفتاح تحقيق أكثر مما يمكن تحقيقه عبر الانعزال، ليس فقط على المستوى السياسي، بل الاقتصادي أيضاً".

وكان ماس دعا في المؤتمر خلال فعالياته أمس الاثنين إلى تشكيل "تحالف من أجل التعددية" يمثل ثقل توازن في مواجهة سياسة "أمريكا أولاً"، التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويفضل ترامب إبرام الاتفاقات التجارية الثنائية، واتفقت الولايات المتحدة أمس على نحو مبدئي على إبرام اتفاقية تجارية جديدة مع المكسيك.