يتراجع الإقبال على متجر ديفيد زامبرا الفاخر في وسط لندن والذي كان يوما أحد موردي الأدوات الكتابية لأسرة الملكة فيكتوريا بنسبة عشرة في المائة سنويا منذ 2009، حسب تقرير لـ«رويترز». يعاني الاقتصاد البريطاني من الضعف وترتفع معدلات التسوق عبر الإنترنت لكن زامبرا يلقي باللوم على المشترين الأجانب فاحشي الثراء الذين يقتنصون المنازل في حي بلغرافيا الذي يقع به متجره - وهو أحد أفخر الأحياء في العالم - مما يجعلها فارغة معظم أوقات السنة. وتدفقت أموال أثرياء من الشرق الأوسط وشرق أوروبا وغيرها على العقارات الفاخرة في أماكن مثل ماي فاير ونايتسبريدج التي اعتبرت استثمارات آمنة خلال الأزمة المالية وموطئ قدم في المدينة المهمة. وكثير من هذه المنازل نادرا ما يزورها أصحابها مما يترك أنشطة اقتصادية مهمة مهجورة ويضغط على الشركات المحلية التي تعاني بالفعل من ظروف صعبة. وساعدت هذه الاستثمارات وكلاء العقارات وبائعي المنازل ومن يقدمون الخدمات للملاك حينما يكونون في المدينة. لكن آخرين يشتكون من أنها رفعت الأسعار مما صعب على السكان المحليين شراء المنازل ووسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في لندن وأضر بنسيج المجتمعات المحلية. ويبدي كثير من الساسة قلقهم من هذا التوجه ويدرسون تبعاته الاقتصادية. وقال زامبرا الذي اشترى متجر اتش أر ستوكس عام 1989 «تتعرض (المنطقة المحلية) لخطر أن تصبح مدينة أشباح حيث لا يوجد ما يكفي من البشر هنا في كل وقت» وشكل المشترون الأجانب لمنازل لندن الفاخرة 38 في المائة من حجم الصفقات التي أبرمت العام الماضي مقابل 23 في المائة في 2005 وفقا لبيانات سافيلز للاستشارات العقارية. ويستخدم نحو النصف فقط من هذه المنازل للإقامة الدائمة. ويرتفع عدد المشترين غير البريطانيين للمنازل التي تزيد قيمتها على خمسة ملايين جنيه إسترليني (7.7 مليون دولار) إلى 65 في المائة ويصل إلى 85 في المائة للعقارات قيد الإنشاء في نفس الشريحة السعرية.