قال تقرير شركة المزايا القابضة إن العاصمة البريطانية لندن رسخت نفسها كملاذ عقاري للمستثمرين في الشرق الأوسط، لما تتمتع به من استقرار سياسي وتشريعي، وحالة النضج التي يتمتع بها السوق مقارنة بالأسواق العقارية في الشرق الأوسط. وأشار التقرير إلى أن انخفاض سعر الجنيه الإسترليني مقارنة بالعملات الأخرى خلال السنوات الماضية جعل من أسعار العقارات في لندن مغرية لكثير من المستثمرين الساعين لشراء العقارات المميزة في العاصمة البريطانية. وذكر التقرير الأسبوعي أن الأحداث الجارية في دول الربيع العربي ترسخ مكانة بعض الوجهات العقارية في المنطقة، مثل الإمارات وخارجها مثل لندن، خصوصاً أن معظم المناطق التي تعاني تغييرات سياسية بحاجة إلى أكثر من ثلاث سنوات لتكون سوقاً مستقرة وآمنة. اعتبر التقرير الأسبوعي للمزايا القابضة أن أزمة الديون الأوروبية ستزيد من الضغوط، حيث إن الاستثمارات في أوروبا يجب أن تكون بشكل حذر، خصوصاً بعد تأثر اليورو وفرص الاستثمار، وعلى المستثمرين تلمس مستويات القاع، التي باتت متباينة في أوروبا، فالمملكة المتحدة بلغتها بالفعل، فيما تستمر حالة التصحيح في دول أخرى، كما ذكرت تقارير اقتصادية حديثة. إلى ذلك، أفادت الشركة المتخصصة في الاستثمارات العقارية آي بي غلوبل أن السوق اللندني يحقق عوائد مجزية للمستثمرين المحليين في الإمارات. وذكرت الشركة ذاتها أن العقارات في منطقة وسط لندن القديمة حافظت على مستوى أدائها الجيد، مشيرة إلى أنها استقبلت العديد من طلبات الشراء من منطقة الشرق الأوسط، وقال تقرير المزايا القابضة إن أسعار المنازل والعقارات الفاخرة تخضع لعدد من العوامل أهمها المستوى الذي توفره هذه العقارات، وأضاف أن أسعار العقارات الفاخرة في تزايد مستمر، لذلك فإن حجم الصفقات العقارية في تزايد مع أن عددها في تناقص وهو ما يفسره الارتفاع الكبير في أسعار العقارات التي تصل إلى عشرات الملايين في بعض الأحيان. إلى ذلك كانت أسعار العقارات في 2012 ارتفعت بنسبة تلامس 9 في المائة. وكانت أسعار العقارات في لندن ارتفعت بنسبة 33% خلال السنوات الخمس الماضية، وشهدت إيجارات المناطق الرئيسة فيها ارتفاعاً بنسبة 10% العام الماضي، مبيناً أن معدل الإيجارات بات أعلى بـ4% عن ذروة مستوياتها في عام 2007، وجاء أداء الشقق أفضل من المنازل، بمعدل يزيد بنسبة 4.9%. وأشار التقرير الأسبوعي للمزايا إلى أن المستثمرين يتجهون لبريطانيا، لأن سوقها العقاري يتميز بالنضج ويتميز بعدة عوامل أبرزها الإطار القانوني الراسخ، وانخفاض تكاليف الاقتراض وقلة المعروض من الوحدات السكنية، لاسيما في المناطق الحيوية بوسط لندن، ما يجعل هذه العقارات متميزة ومطلوبة بشكل دائم ما يجعل عملية تسييلها أمرا متاحا. ولاحظ تقرير المزايا القابضة أن هناك فوائض أموال خليجية ضخمة تبحث عن فرص استثمارية، وتحديدا في لندن لما لها من قبول خاص لدى المستثمر الخليجي، حيث تقدر أوساط استثمارية أن الاستثمارات القطرية قفزت إلى أكثر من 124 مليار ريال قطري في بريطانيا. كان الإسترليني خسر نحو 18% من قيمته مقابل سلة من العملات خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة عوامل اقتصادية وارتباط الاقتصاد البريطاني بالقارة الأوروبية التي تعاني من مشاكل ديون عويصة. وبحسب شركات عقارية في لندن فإن مستثمري الشرق الأوسط يتطلعون إلى استثمارات تتسم بالاستقرار على المدى البعيد، وهو ما توفره الأصول العينية، خصوصاً في ظل حالة التقلب التي تشهدها أسواق الأسهم والسندات العالمية. واستحوذت سوق العقارات في لندن على نحو 60% من الاستثمارات الإماراتية الخارجية في القطاع العقاري نهاية عام 2011 بعد أن سجلت العاصمة البريطانية مزيداً من التماسك والانتعاش خلال الفترة نفسها، بحسب شركة آي بي غلوبال، المتخصصة في الاستثمارات العقارية، وهو نهج استمر خلال العام الماضي، نظرا لاستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في كثير من بلدان المنطقة وتعمق الأزمة في بلدان أخرى، خصوصا في مصر وسوريا.