طاهر الشريف الأمين العام لغرفة التجارة المصرية ‏البريطانية

قال طاهر الشريف الأمين العام لغرفة التجارة المصرية ‏البريطانية اليوم الأربعاء إن تراجع الاقتصاد الألماني والحرب على تنظيم "داعش" يقفان وراء التذبذبات والهبوط الذي تشهده أسواق المال العالمية في الأيام ‏الأخيرة.‏
وفي تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في لندن، قال الشريف انه بالنسبة ‏لأوروبا، فإن التركيز سيكون على ألمانيا، لأنها أكبر اقتصاد في أوروبا حاليا، ولكن ألمانيا ‏تشهد انخفاضا في معدلات النمو، مشددا على أن هذا التراجع يعود الى أسباب من خارج ‏ألمانيا نفسها.‏
واستشهد الشريف بتصريحات وزير الاقتصاد والطاقة الألماني زيجمار جابريل، الذي أكد على ‏أن عرقلة حركة الاقتصاد الألماني جاءت بصورة رئيسية من خلال "الضعف المأساوي في ‏النمو الاقتصادي" في بقية أوروبا. ‏
وقال إنه بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا التراجع في الاقتصاد العالمي تأثرا باضطرابات في ‏دول مثل العراق وسوريا وأوكرانيا.‏
وأوضح الشريف أن الاقتصاد الألماني اقتصاد تصديري ولأسباب معينة معروفة، ومنها ‏المشكلة الروسية الأوكرانية ومشكلة روسيا مع أوروبا بشكل عام، كل ذلك أثر سلبا على ‏الصادرات الألمانية بشكل عام الى روسيا ، كما أوضح أن الاقتصاديات المحيطة بألمانيا ‏اقتصاديات ضعيفة وتشهد تراجعات مثلما يحدث في اسبانيا واليونان وايرلندا الجنوبية ‏والبرتغال، وجميعها تعاني من تراجعات بسبب العجز في ميزان المدفوعات وعجز في ‏الموازين التجارية.‏
وأشار إلى وأوضح أن مؤشر زوي الألماني يشير إلى تراجع الاقتصاد الألماني للشهر العاشر على ‏التوالي، بسبب تراجع الصادرات الألمانية إلى أوروبا والى العالم الخارجي، مشيرا إلى أن ‏التوقعات تؤكد أن ألمانيا ستشهد حالة من الكساد يتلوها حالة من الركود خلال الأشهر القليلة ‏القادمة.‏
وقال طاهر الشريف إن السبب الثاني في تراجع الأسواق العالمية هو العمليات العسكرية ‏الحالية ضد داعش والتي تسبب حالة من الغموض، وحالة من الترقب، وأي عمليات عسكرية ‏في أي منطقة في العالم تشهد مشاركة الولايات المتحدة وأوروبا يكون لها مردود تراجعي ‏لاقتصاديات هذه الدول.‏
وبشأن أسباب المخاوف من دخول الاقتصاد الدولي في مرحلة الخطر، أكد الشريف أن ‏الخطورة الحالية هي خطورة نسبية وليست حالة خطورة تشبه تلك التي سبقت الأزمة المالية ‏في عام 2008، مشيرا إلى أنها حالة مرحلية بسبب تراجع الأسواق في أوروبا والحالة الأمنية ‏في منطقة الشرق الأوسط.‏
وأكد أن سبب هذه الحالة هو وجود ما أسماه "بالنمو غير الحقيقي"، حيث يكون هناك ‏نشاط اقتصادي دون حدوث نمو حقيقي في الاقتصاد، إضافة الى انتشار الاقتصاديات ‏الاستهلاكية دون وجود اقتصاديات إنتاجية لا تساهم في عملية التنمية، مما ينشر حالة من ‏الخوف، مشددا على أن كل ذلك بعيدا عن بريطانيا التي يشهد اقتصادها نموا كبيرا.‏
كما أكد أن تفاقم أزمات الشرق الأوسط الشرق الوسط له تأثير كبير على ‏كل اقتصاديات المنطقة، التي سجلت مؤشراتها تراجعا، ومنها اقتصاديات الخليج، لان الجميع ‏في حالة ترقب وبالتالي تتراجع الاستثمارات، وأيضا تتراجع الواردات من الاتحاد الأوروبي ‏ومن الولايات المتحدة.‏
وبالنظر إلى الاقتصاد البريطاني ، أشار الشريف إلى أنه مازال يشهد ارتفاعا وهو الأسرع ‏نموا في أوروبا، مضيفا بأن هناك توقعات بأن يشهد نموا بنسبة تتراوح بين 2.5% الى ‏‏3%، إضافة ألي توقعات بارتفاع الجنيه الاسترليني في الربع الرابع من العام.‏