أكد الشيخ عبد الرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني أن دولة قطر بدأت في برنامج تنويع الاقتصاد وبناء الأسس للمجتمع المعرفي مما يدفعها إلى علاقات أقوى مع شركاء منفتحين، مشيراً خلال افتتاحه فعاليات منتدى المستثمر في الداخل "انسايد انفستور آسيا 2012" في فندق سانت ريجس اليوم، إلى أن هذا المنتدى سيوفر فرصا عديدة وكبيرة ومتنوعة للاستثمار من قبل القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي، وذلك في ظل بيئة استثمارية مؤهلة وداعمة، وعليه فإن آفاق التعاون المشترك كبيرة ومتعددة، والفرصة حاليا متاحة أمام كافة الأطراف لبناء أسس متينة ومصالح متبادلة. ورحب وزير البلدية في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وتنظمه رابطة رجال الأعمال القطريين بالتعاون مع انسايد انفستور، بالمشاركين مشيدا بمشاركة نخبة من أصحاب القرار ورجال الأعمال والمستثمرين ورؤساء المؤسسات، وما يرافق ذلك من التعريف بمناخ الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة في جميع القطاعات الاقتصادية، لافتا إلى مشاركة نحو 400 شخص من دول مجلس التعاون الخليجي ودول الآسيان ومن دول أخرى مثل الصين والهند وباكستان وبنجلاديش وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، مما يمثل خطوة أساسية ومهمة لكافة أنواع التعاون. وقال إن هذا المنتدى يدل على التفاعل في المصالح التجارية بين منطقتين صناعيتين ناشئتين حديثا وهما دول مجلس التعاون الخليجي ودول الآسيان، وهذا ما يبرر الاهتمام العالمي من القطاعين العام والخاص فيهما.ومن جانبه ألقى السيد كامران صديق الرئيس التنفيذي لشركة انسايد انفستور ومقرها كوالالمبور كلمة تحدث فيها عن الاهتمام المتزايد بالتبادل التجاري بين المنطقتين الخليجية والآسيوية مما أتاح فرصا كبيرة للقطاعين العام والخاص للتعاون، مشددا على أهمية إقامة شراكات بين الطرفين بحيث تأخذ أشكالا متعددة، وقال إن هنالك تدفقات مالية يعاد توجيهها من المناطق التقليدية إلى مناطق جديدة، مشيراً إلى أن هنالك العديد من المستثمرين من قطر والكويت بدأوا بضخ استثمارات في ماليزيا على سبيل المثال. وأشار إلى أن دولة قطر استثمرت في دول آسيوية عديدة خلال الأشهر الستة الماضية وهي كل من إندونيسيا والفلبين وفيتنام، لافتا إلى أهمية تبادل الاستثمارات في الدول الآسيوية، وقال إن دولة قطر استقبلت مؤخرا وفدا من الفلبين كما توجد شركات ماليزية تستثمر في قطاع البناء القطري. وأوضح أن المؤتمر يناقش على مدى يومين مواضيع مختلفة مثل تدفق الاستثمارات بين المنطقتين والرساميل والتمويل الإسلامي والأمن الغذائي والطاقة والصناعة. وتم خلال الجلسة الافتتاحية تكريم ثلاث شخصيات مهمة على الصعيد الاقتصادي الآسيوي، وهم كل من الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني بصفته رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين حيث أسهمت هذه الأخيرة في تحويل قطر إلى مركز اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، كما تم تكريم السيد سري حاجي عبد الطيب بن محمود الوزير الأول في مقاطعة سرواق الماليزية، والسيد سورين بتسوان الأمين العام لرابطة دول الآسيان. وفي جلسة العمل الأولى تحدث السيد سري حاجي عبد الطيب بن محمود الوزير الأول في مقاطعة سرواق الماليزية عن فرص الاستثمار المتاحة في المقاطعة، مشيراً إلى أنه يطمح إلى تعزيز التعاون بين الدول الخليجية وماليزيا وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وقال إن مقاطعة سرواق تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية المهمة والتي يمكن أن تجد الاهتمام من قبل المستثمرين الخليجيين. ومن جانبه تحدث السيد خالد الدربستي مدير إدارة الترويج والتسويق بوزارة الأعمال والتجارة، عن أهمية الشراكة الاستثمارية بين منطقتي دول الخليج والآسيان، لافتا إلى أن المستثمرين في دولة قطر ينقسمون إلى قسمين، الأول يتعلق بصندوق الثروة السيادي، والثاني يتعلق بالقطاع الخاص، لافتا إلى أن هنالك أهدافا مشتركة بين منطقتي الخليج العربي والآسيان حيث إن الجميع يبحث عن الفرص ومكامن الاستقرار المالي وإمكانية استعادة الأموال عند انتهاء الاستثمار. وقال إن دولة قطر لا تستهدف دولا معينة ولكنها تبحث عن الدول الجاذبة للاستثمار من حيث السياسات الاقتصادية التي تتميز بها، مشيراً مثلا إلى أن سنغافورة تعتبر من دول الآسيان الجاذبة للاستثمار حيث يفضل مديرو الأموال هذا البلد على غيره بسبب الأنظمة السهلة ولكون سنغافورة تعتبر مركزا ماليا، ونحن نقوم بالتعاون مع مختلف دول الآسيان ليكون هنالك علاقات ثنائية معها.