كان مسرح متحف الكويت الوطني فقيرا جدا من حيث امكاناته الفنية ومن حيث الديكور. لكنه كان ثريا جدا من حيث الحضور الجماهيري لأمسية فلكلورية صربية زينت وبامتياز ليالي مهرجان الموسيقى الدولي الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدى ايام. مسرح المتحف الوطني كان بخيلا على ضيوفه القادمين من صربيا, فلم يجمل ليلتهم إلا من ستارة سوداء بالية في خلفية المسرح, وغير تلك الستارة كان المسرح خاليا من اية عناصر او ديكورات تزيد من روعة وجمال العرض الراقص لفرقة برانكو كرزمانوفيتش الفولكلورية, الذي حظى بمتابعة جماهيرية هائلة, حيث امتلأ مسرح المتحف الموطني عن اكمله مما اضطر العشرات من الحاضرين الى متابعة العرض الصربي وقوفا في اروقة وممرات المسرح. فرقة برانكو كرزمانوفيتش الفولكلورية تأسست في صربيا عام خمسة واربعين من القرن الماضي كأحد اجنحة الاتحاد الفني لجامعة بلغراد. ومع قدوم مصمم ومؤدي الرقصات التراثية برانكو ماركوفيتش باتت الفرقة انموذجا لبلورة التراث الفولكلوي والفني الوطني في صربيا. ومنذ ذلك الحين نالت الفرقة العديد من الجوائز الدولية في موسكو وفيينا. وكذلك في العاصمة السورية دمشق, كما قامت الفرقة بجولات عدة حول العالم في اميركا اللاتينية والولايات المتحدة الاميركية, واستحقت لقب سفير للثقافة والنوايا الحسنة من الامم المتحدة. فرقة برانكو كرزمانوفيتش زينت ليالي مهرجان الموسيقى الدولي بعروض فولكلوروية راقصة, عسكت جمال وابداع الفن التراثي الصربي, فإلى جانب الرقصات الشعبية المميزة بانضباطها ومفاهيمها العاطفية والانسانية, كانت الازياء المتعددة التي ارتداها اعضاء الفرقة من الجنسين عنواناً للجمال والتميز, وعبرت من خلال تعددها وألوانها المميزة عن تعدد الثقافات والفنون في مواقع مختلفة جغرافيا من صربيا, فقد جسدت الرقصات الشعبية التي قدمتها الفرقة ثراء الفن الفولكلوري في بلدها ومختلف اقاليمه, حيث قادنا العرض في رحلة سياحية مجانية عبر مواقع مختلفة شملت الشمال والجنوب والشرق والغرب, والى اقاليم عدة من جمهورية صربيا, جولة جسدت جمال التراث في كل موقع  وزاوية من هذا البلد, وتبارى اعضاء الفرقة من الراقصين في اثراء العروض بالازياء والألوان والاكسسوارات المميزة والمعبرة عن واقع الحياة والمجتمع في كل حدب وصوب من هذا البلد. وشهدت عروض الفرقة الصربية تجاوبا لافتاً من حضور الامسية الذي سجل رقما قياسيا من حيث العدد بالنسبة للأمسيات الاجنبية في مهرجان الموسيقى الدولي لهذا العام. فالعشرات من المواطنين والمقيمين خاصة ابناء الجالية الصربية ودول البلقان القريبة من صربيا, والذين تتشابه فنونهم وفولكلورهم مع هذا البلد لاسيما في البلدان المحاذية له جغرافيا. عرض فرقة برانكو كرزمانوفيتش الصربية للفنون الشعبية, تضمن تسع لوحات راقصة مصحوبة بمقطوعات موسيقية تراثية, وقد عبرت هذه اللوحات التسع عن الفولكلور والفن الخاص بكل منطقة جغرافية في صربيا, حيث جالت الفرقة بالحضور الى مواقع عدة بدأت مع رقصات فلكلورية من جنوب صربيا, اتبعتها برقصات من اقليم جاموك, ورقصات فلكلورية اخرى من شرق البلاد, وتواصلت الجولة الراقصة لتشمل اقاليم ومدن ومواقع مختلفة وتحولت الى شاهد ومعبر عن ثراء الفن الشعبي في هذا البلد العريق. وقد تميزت عروض الفرقة بانضباط شديد اشبه ما يكون بالعروض العسكرية, وكذلك بالابداع من حيث جمال الرقص والقدرة على التعبير عن مضمون كل لوحة تراثية, سواء على صعيد الموسيقى او على صعيدي الازياء والاداء التعبيري والحركي.