صدر حديثًا عن دار الشروق الكويتيَّة كتاب بعنوان "365 إخوان" للكاتب محمد خليفة، يرصد فيه فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، التي استمرّت عامًا واحدًا، وما حدَث من تَحَدِّياتٍ واجَهتْها البلاد وما شهدتْه من خلطٍ في المفاهيم من "حُرّيَّة، ومفهوم الدَّولة، ومفهوم العقل"، وما ترتَّب على ذلك من صراعات واختلافات، بل وخلافات بين المصريِّين، ومن ثَمَّ فقدان المنهج العلميّ في طريقة التفكير والأداء في شتَّى المجالات. ويوضِّح خليفة في كتابه، الذي يقع في حوالي 400 صفحة، كيف فشل "مرسي"، خلال فترة حكمه، في إحداث الوفاق المأمول بين شرائح الشعب، فقد شهد المجتمع انقساما حادًّا امتدّ من القاعدة الشعبية إلى صفوف النُّخبة بكل مكوناتها السياسية والثقافية والاجتماعية، وبَدَت البلاد وكأنها تنزلق نحو حرب أهلية تهدد الجميع. كما أشار المؤلف إلى أن مصر في تلك الفترة وعقب ثورة يناير وما تبعها من تداعيات وصولا إلى مظاهرات 30 يونيو الحاشدة، والتي أسقطت حكم مرسي وجماعة الإخوان، كانت وكأنها عبء ثقيلٌ على تاريخها الحضاريّ الطويل، وكأن هذا التاريخ قد أنهك الوطن بكل إنجازاته وانكساراته، وكانت مصر وكأنها أسيرة له ومكبلة بقيوده، وأمسى هذا التاريخ عقبة أمام انطلاقتها نحو مسار تاريخيّ مختلف وتجربة سياسية جديدة، لا لشيء سوى لأن من كانوا يحكمون هذا الوطن لا يمتلكون رؤية ولا يعرفون كيف تدار الأمور بما يحقق مصالحه العليا.