رواية "يكفي أننا معا"

تطرح رواية "يكفي أننا معا" للروائي عزت القمحاوي، والصادرة حديثا عن دار المصرية اللبنانية للنشر، مفهوم الحب في مجتمع جديد خارج نطاق الهموم والشواغل السياسية وفي إطار من الإشكاليات الوجودية الذاتية.

وفي 216 صفحة من القطع المتوسط، تدور أحداث الرواية حول الحب الذي ينشأ بين محامي في أوائل الستين من العمر، ومتخصصة فنون شابة في العشرينيات من عمرها، ويتجاوز بسرد رائق اعتاده قارىء أعمال القمحاوي الأدبية المعالجات المباشرة لقصص الحب من الفروقات العمرية أو التباينات الاجتماعية والمادية إلى اختلاف التفكير والوعي بين طرفي العلاقة.

وهو ما يلمح له القمحاوي في إحدى تصريحاته السابقة إذ يقول إن "المحامي مصدر سحره في القدرة على تطويع اللغة في مهنته كمحامي، والفتاة عارفة متخصصة في الفنون، إذن فمن حيث الموضوع الرواية خارج المشاغل السياسية تماما للمرة الأولى بالنسبة لي، كما تحمل بعض ملامح لمعنى الرحلة، وكل ذلك يجعلها انعطافة مختلفة في مشواري الأدبي".

اقرأ أيضًا:

الضحية تحل اللغز في رواية "جريمة الساحر" للكاتب آرني ثوارينسون

والرواية تمثل انعطافة جديدة في كتابة عزت القمحاوي، من حيث الموضوع ولغة السرد، إذ يقدم في لغة تبدو بسيطة قصة حب تجري أحداثها بين القاهرة وروما وكابري.

الأسلوب البسيط للغة القمحاوي في تلك الرواية، دفعها لتحظى بإعجاب أجيال أصغر سنا وانضمام فئة جديدة من لقراء القمحاوي، لم يفقد الرواية روح التجريب المميزة لأعمال الكاتب في رواياته السابقة.

كما أنها تطرح في سلاسة انشغالات وجودية أساسية حول معاني الخوف من الزمن، وانعكاساته التي تخلق القلق على كل ما يفوت، والرغبة في المزيد من الحياة.

ونقرأ من الرواية: "كأنها لمست جرحًا..أرجفته شكة ألم، وكاد يبوح لها بحلم الكتابة الذي تبدد في أروقة المحاكم..لا ينسى اللحظة التي صارح فيها نفسه بعجزه عن مواصلة ولعه السري..أخرج كتاباته التي يحتفظ بها على أوراق متعددة الأحجام والألوان، ورتبها، من الخربشات الأولى إلى كتابات المرحلة الأخيرة التي سماها «مرحلة تبدد الروح» وحملها إلى ورشة تجليد.

وعزت القمحاوي روائي مصري، أصدر 14 كتابا، بين الرواية والقصة القصيرة والنص المفتوح، منها: حدث في بلاد التراب والطين (قصص 1992) ، مدينة اللذة (رواية 1997) مواقيت البهجة (قصص 2000) الأيك (سرد مفتوح حول الحواس) غرفة ترى النيل (رواية 2004) ويكفي أننا معًا وقد وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد عام 2018، كما فازت روايته "بيت الديب: بجائزة نجيب محفوظ عام 2012 وصدرت ترجمتها الإنجليزية عام 2013 عن دار نشر الجامعة الأمريكية، وصدرت ترجمتها إلى الصينية عام 2017، كما صدرت ترجمتان إلى الإيطالية لكتاب العار ورواية مدينة اللذة.

 

قد يهمك أيضًا:

الدار المصرية اللبنانية تشيد بدور جائزة الشيخ زايد في إثراء الثقافة العربية

الدار المصرية اللبنانية تصدر ترجمة كتاب إدوارد لين عن القاهرة