نظم فرع الرباط لاتحاد كتاب المغرب مساء أمس الخميس لقاء بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط حول كتاب "محلل نفسي في المدينة" لصاحبه جليل بناني، والذي جاء في صيغة محاورة مع الكاتب أحمد العمراوي. وقدم الشاعر محمد عزيز الحصيني الكتاب بوصفه "ثمرة محاورة بين شاعر مبدع وبين محلل نفساني شفاف" معتبرا هذا اللقاء تنقلا حيا ومثمرا بين مسارين ولغتين، يتطرق لجملة من الأسئلة المختلفة التي تهم الذات الانسانية. وتناول الكتاب حسب عزيز الحصيني- مفهوم المحلل النفسي والفرق بينه وبين الطبيب النفسي والمعالج النفسي، ومهمة المحلل النفسي في تحليل الأنساق اللاواعية وتأويل الصراعات الداخلية والاستيهامات موضحا ارتباط التحليل النفسي بالكلام وبقوانين اللغة. وأضاف أن الكتاب يفتح النظر على العلاقات الأسرية ومسألة الحب والجنس وعلاقة الشباب بهما ودور الدين، ورؤية المحلل النفسي إلى التعددية اللغوية، والعلاقة باللاوعي، ودور المتخيل في التحليل النفسي. وقال المحاور أحمد العمراوي إن هدف المشروع في البداية اقتصر على انجاز بعض المقالات من أجل نشرها في مجلات متخصصةº قبل أن تختمر فكرة توسيع نطاق المحاورة لتتبلور في كتاب حاز جائزة الأطلس الكبير برسم سنة 2013 . ومن جهته، اوضح المحلل النفسي جليل بناني أن محاوره اصطحبه إلى مؤسسته التعليمية حيث التقى بالتلاميذ وطرحوا عليه عددا من الأسئلة البسيطة والعميقة في ذات الآنº استفزت معارفه ومؤهلاته، مبرزا، لدى استعراضه لتطور مناهج التحليل في هذا المجال، أن الطبيب كان يتعامل مع المريض كشيء، لكن المحلل والمعالج النفسي دافع عن ضرورة التعامل مع المريض كذات. وأشار بناني الى أن مهمة المحلل النفسي، بقدر ما ترتبط بالأشخاص، فهي تتصل بالمجتمع أيضا، وبالظواهر الاجتماعيةº وأنه كلما اتسع هامش الحرية، واستتبت قواعد الديمقراطية، كلما ازدهر التحليل النفسي وخرج من العيادة إلى الشارع، مقدما نماذج من ذلك كمصر في ثلاثينيات القرن الماضي ولبنان في الثمانينات ثم المغرب اليوم، الذي بات يعتبر من البلدان الطليعية في تطور التحليل النفسي. للإشارة فقد سبق لجليل بناني أن أصدر عدة كتب من بينها "الجسد المشبوه" سنة 1980، و"التحليل النفسي في بلد الأضرحة" 1997، و"مسار طفل" 1999، و"التحليل النفسي في أرض الإسلام" سنة 2008، و"زمن المراهقين" سنة 2002، و"علامات وكلمات" سنة 2008.