نشر الكاتب والأستاذ الجامعيّ في قسم الدراسات الإسلاميّة والشرق أوسطيّة في جامعة أدنبرة ببريطانيا توماس بيريت كتاباً بعنوان "الدين والدولة في سورية: علماء السنّة من الانقلاب إلى الثورة". ويتحدّث الكتاب عن هيمنة حزب البعث على النظام منذ عام 1960 وعن إصراره على اعتبار نفسه نظاماً علمانيّاً، كما يسلّط الضوء على الانتفاضة التي بدأت في عام 2011، والتي أثارت الكثير من التساؤلات عن دور الدين الإسلاميّ في سياسة البلاد. ويعتمد الكتاب على العمل الميدانيّ للمؤلّف عبر لقاءات ومقابلات مع الشيوخ وعلماء الإسلام بشكل ميدانيّ في المدارس والمساجد، حيث يعتبر أوّل كتاب يهتمّ بالمشهد الدينيّ والجهات الأكثر نفوذاً في البلاد من خلال دراسة شاملة، وهو يوضّح كيف تمّ القضاء على الإخوان المسلمين الذين فشلوا في تحركهم "تمرّدهم"سنة 1982، وكيف تمّ تحجيم دور رجال الدين، ثمّ كيف أنّ علماء التيار الإسلاميّ بعد ذلك لم يبقَ لهم صوت في البلاد إلا من خلال الدورات التعليمية وإنشاء مؤسّسات وجمعيات خيرية. ويذكر الكاتب كيف أنّ رجال الدين استفادوا من السخط الشعبيّ ضدّ الأيديولوجية العلمانية في السنوات الأخيرة، ليعملوا على زيادة نفوذهم في المجتمع وتجديد دور الإسلام في السياسة، ما أجبر النظام الحاكم الذي يقوده رجال من الطائفة العلوية على جذب قسم من العلماء السنّة إلى حظيرته السياسيّة، وقد كان ذلك سبباً في انقسام كبير بين علماء الدين الإسلاميّ المؤيّد للنظام والمعارض له. ويسلّط الكتاب الضوء من منظور جديد على المجتمع السوريّ، ويقف بشكل خاصّ على الانقسام الاجتماعيّ والسياسيّ في سورية. يشار إلى أن الكتاب يشمل 276 صفحة، ونشر بتاريخ آذار / مارس 2013.