يُعالج كتاب "الديموقراطية والصحوة العربية الثانية" الصادر حديثًا عن دار سائر المشرق للنشر والتوزيع ومركز عصام فارس للشؤون اللبنانية، أبرز التحديات التي تواجه مسار الديموقراطية الناشئة في العالم العربي، ويناقش مستقبل الحركات الإسلامية ومشاركتها في السلطة ومدى قبولها بالدولة المدنية.  ويضم الكتاب تقريرًا تنفيذيًّا يتضمن لمحة موجزة عن إشكالية الديموقراطية في العالم العربي والإسلامي والعقبات التي حالت دون انتشارها على مدى عقود، وتوصيات للمساهمة في تعزيز الديموقراطية وحماية الحريات والتنوع الاجتماعي، وفي الحوار حول مستقبل الحركات الإسلامية ومشاركتها في السلطة، إضافة إلى آفاق العلاقة بين المؤسسات العسكرية والسلطات المدنية المنتخبة، كما يجد القارئ استنتاجات المشاركين ومداخلاتهم الكاملة.  وفي تقديم الكتاب، كتب نائب رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عصام فارس "لماذا العالم العربي على ما هو عليه من عجز عن مواجهة تحديات العصر وهو يضم 22 دولة ومساحته تقارب العشرة ملايين كيلومتر مربع، وعدد سكانه 400 مليون نسمة وثرواته النفطية تعادل نصف ثروات العالم؟!"  وأشار فارس إلى أن الجواب يأتي دوما واحدًا على هذه التساؤلات وهو "فقدان الديموقراطية التي عناوينها الرئيسية الحرية وتداول السلطة وحقوق الإنسان وإدارة التعددية بكل أشكالها وقبول الآخر المختلف وأوضاع المرأة".  ويُعد الكتاب حصيلة أعمال مؤتمر "تحديات الديموقراطية في العالم العربي" الذي نظمه مركز عصام فارس، في يونيو/حزيران 2012 وافتتحه رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي وشاركت فيه شخصيات فكرية وسياسية عربية ولبنانية من اتجاهات مختلفة ومتنوعة.  وينقسم الكتاب الى أربعة محاور، فيبحث في محوره الأول بالتحديات الديموقراطية والربيع العربي، فيما يبحث المحور الثاني بموضوع التغيرات العربية وإدارة التنوع والتعددية، ليتوسع المحور الثالث بملف الحركات الإسلامية ومفهوم الدولة المدنية وصولا لمحور رابع يتناول التغيرات العربية ودور المؤسسات العسكرية والأمنية.  وقد أطلق هذا الكتاب يوم الإثنين الماضي في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب في جناح دار سائر المشرق.