بدأ مئات الألاف من الناس بالاغتسال للتطهر من الخطايا في ملتقي نهري الغانج ويامونا في مدينة الله اباد الهندية المقدسة لدى أتباع الديانة الهندوسية، في يوم الافتتاح لواحد من أهم طقوس المهرجان المعروف باسم "كومبه ميلا" الذي يعني مهرجان"القارورة" الكبير.وتقول "غيتا باندي" مراسلة بي بي سي في مدينة "الله أباد"، إنه يحتمل أن يشارك في هذا المهرجان ما يصل إلى عشرة ملايين حاج بحلول نهاية اليوم الاثنين.ويوصف الحدث الذي يجري كل اثني عشر عاما، ويستمر خمسة وخمسين يوما، بأنه أكبر تجمع على الأرض، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مئة مليون شخص.ويعتقد الهندوس أن الغطس في فترة المهرجان يطهر الخطايا، ويساعد على تحقيق الخلاص.ولمهرجان "القارورة" الكبير جذوره في الأساطير الهندوسية، ويعتقد الكثيرون أنه عندما اقتتلت الآلهة والشياطين للحصول على جرة من رحيق الأزهار، سقطت بعض القطرات في مدن: "ألله أباد" و"ناسيك" و"يوغين" و"هاري ديوار" و"حيدر أباد"، وهي الأماكن الأربعة التي يقام فيها المهرجان منذ عدة قرون.معسكرات ضخمةوينطلق المهرجان رسميا في فجر يوم الاثنين، وبدأ اليوم بوصول رجال عراة ملطخين بالرماد، تطوق أعناقهم الورود، وشارك أيضا من يعرفون ب"الزاهدين" الذين ساروا في مواكب ملونة، وغطسوا في مياه سانغام، وهي النقطة التي يلتقي فيها نهرا الغانج ويامونا.وقامت فرق بتنظيم الحشود على ضفتي النهر بمجرد انتهاء مجموعات من الحجاج من الاغتسال، وحثوا من انتهوا من الاغتسال على الابتعاد لإفساح المجال لمغتسلين آخرين.وقد تم إعداد مدينة "الله أباد" للمهرجان منذ شهور عدة، وأنشئت مدينة واسعة من الخيام، كما أقيم أربعة عشر مستشفى مؤقتا في موقع المهرجان، زودت بمئتين وثلاثة وأربعين طبيبا على مدار الأربع والعشرين ساعة، كما بني أكثر من أربعين ألف مرحاض للحجاج.وقد وضعت نقاط تفتيش عسكرية للشرطة على جميع الطرق المؤدية إلى مدينة "الله أباد"، ونشر حوالي ثلاثين ألفا من رجال الشرطة ومسؤولي الأمن لتوفير الأمن خلال المهرجان، كما أقام عشرات الألاف من النساء والرجال والأطفال مخيما على رمال النهر البيضاء.وليلة الأحد كان بالإمكان رؤية سحب الدخان تتصاعد من مئات من النيران الصغيرة التي أشعلها الناس لطهي عشائهم، أو للتدفئة.وكان عامل الجذب الرئيسي في المهرجان هم "الزاهدون" الهندوس الذين يحظون بالتبجيل، وقد قادوا المواكب التي رافقتها في الأيام الأخيرة الفيلة والجمال والخيول والعربات والفرق الموسيقية .وأثار المهرجان مخاوف صحية، مع تحذير الناشطين من أن مياه نهر الغانج أصبحت ملوثة بشكل كبير، وقد شرب بعض الحجاج منها بضع قطرات، فيما عبأ العديد منهم قوارير لأخذها معهم إلى المنازل.بدورها قالت السلطات إنها اتخذت إجراءات لمعالجة المخاوف الصحية، وفي الشهر الماضي حذر المسؤولون في الشركات القائمة على ضفتي "الغانج ويامونا" من تفريغ أي ملوثات في مياه هذين النهرين.وأمر القائمون على منابع النهرين بأن يسمحوا بمرور المزيد من المياه العذبة قبل ستة أيام من بدء أيام الاغتسال الرئيسية، وأعلنت سلطات المهرجان منطقة "كومب ميلا" التي يقام فيها المهرجان منطقة خالية من البلاستيك.ومن المتوقع أن تساهم منطقة "كومب ميلا" – التي بلغت تكاليف إنشائها مئتين وعشرة مليارات دولار أميركي - في خلق وظائف ستدر عوائد تقدر بمئة وعشرين مليار روبية هندية على الأقل، وفقا لتقرير صادر عن اتحاد غرف التجارة والصناعة.ويقول التقرير إنه من المتوقع أن يجذب المهرجان أكثر من مليون سائح أجنبي أيضا.