صدر عن المركز القومي للترجمة كتاب "مصر تحت حكم بونابرت.. غزو الشرق الأوسط" ، تأليف خوان كول وترجمة مصطفى رياض ومراجعة أحمد زكريا الشلق في 557 صفحة. ولاحظ الشلق أن خوان كول كشف في هذا الكتاب عن تفاصيل مهمة بشأن مقاومة المصريين والمماليك والعثمانيين للغزو الفرنسي منذ أن وطأت أقدام الفرنسيين الإسكندرية، فصور شهادات فرنسية مهمة عن إحراق الفرنسيين للرحمانية انتقاما من الأهالي الذين فروا منها، وكيف أشعلوا الحرائق في كثير من القرى في طريق زحفهم إلى القاهرة، كما أبرزت وحشية تعاملهم مع الأهالي الذين يبدون المقاومة للجيش الجمهوري الفرنسي، وأثبتت أن المعارك مع البدو والفلاحين المصريين جلبت على هؤلاء دمارا عظيما. وعموما يتناول هذا الكتاب المواجهة السياسية والعسكرية والثقافية التي وقعت بين الفرنسيين والمصريين في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر، ويعتمد في المقام الأول على قراءة موسعة لمذكرات وخطابات خلفها وراءهم شهود عيان على ذلك العصر، وبخاصة ما سجله بونابرت نفسه. يطرح مؤلف هذا الكتاب أسئلة منها كيف كون كل من الفرنسيين والمصريين رؤيته عن الآخر، وكيف ارتسمت صورة كل فريق في ذهن الآخر، والكتاب يقوم على أساس أن حضارة البحر المتوسط في سياقها الواسع ظلت حضارة واحدة منذ زمن بعيد.