الهيئة العامة لقصور الثقافة

صدرت مختارات للشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف بعنوان "الأخضر بن يوسف وقصائد أخرى" ضمن سلسلة روائع الأدب العربي التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.

ويقدم لتلك المختارات الشاعر العراقي خالد المعالي بقوله:"بقيت أسير أوهام أو رغبات أو تفاصيل تمنحها قصائد سعدي يوسف لقارئ مثلي، تفاصيل تمنح بالتقصيد، أو تحل في نفسي، وليس العالم الذي قدم منه، ليس قرب قريته من قرية بدر شاكر السياب، لكن أيضا وبشكل خاص تلك البساطة التي تبدو وكأنها في متناول اليد لمن شاء، تفاصيل الحياة اليومية، جزئيات التاريخ والأحداث المخبوءة وهي تنز في القصيدة قطرة قطرة لكي تشكل لنا تاريخا مكثفا في عدة أسطر.. هذه هي قصيدة سعدي يوسف".

ويضيف المعالي: "في أول عودة لي إلى العراق عام 2003 بعد 25 عاما من الفراق كان اللقاء في السماوة مع أصدقاء تلك الفترة عبارة عن استعادة قصائد سعدي يوسف عن ظهر قلب، فقصائده كانت بالنسبة لأفراد جيلي نوعا ةمن كلمة السر التي تؤكد لنا ما هو ثقافي وسياسي واجتماعي، فقصائده بقيت متوهجة في الذاكرة.. المهاجر والمقيم".

ويرى خالد المعالي أنه مع سعدي يوسف اتخذ الشعر العربي الثوب المحلى، الثوب الشفيف للواقع بتفاصيله كلها.. حيث تبين فيه الأشكال الصغيرة وتسمع الأصوات الخفيضة، كما تلاشت تلك البلاغة الثقيلة التي كانت لأعوام طويلة، وربما ما زالت، تمنع الشعر العربي من التماس مع الواقع.

وفي ختام تقديمه يشير خالد المعالي إلى أنه استعان في وضع هذه المختارات بذاكرته التي خزنت صورة خاصة للكثير من القصائد علي مر السنوات الأربعين الأخيرة، لكن إعادة القراءة المستمرة أضافت دائما - كما يقول المعالي- قصائد أخرى، "وهي إضافات لا تنتهي ومفاضلة مستمرة حتى وأنا أعيد قراءة أعماله الشعرية بأجزائها السبعة"