تعبر مجموعة النصوص الأدبية طيف ثائر للشاعرة دادو دلهي عن خلجات امرأة تلونت الحياة في مخيلتها عبر ما رأته في الكون والطبيعة إضافة إلى طرائق تعاملها مع البشر فرأت الحب من منظار جعل كل تحولاته تكمن في عاطفة وزركشة بالجمال. ومن جماليات الكون أرادت الشاعرة ربط العواطف بالقمر فتراه شريكا بالمقومات التي تخلق مناخا لطيفا من حب أزلي ليكون الضياء المحيط بالحبيبين شيئا جميلا لا تعبر عنها الا تلك الكلمات التي قالتها في نص/وعد/.. وعد قطعه لي القمر .. انه مع كل فجر آت سيأخذني إليه .. لأكون ظل عينيه واسكن في الأثير .. ما بيني وبين ضيائه وتعمل دلهي على انتقاء الالفاظ البسيطة والسهلة فتكون منها بعض جملها التعبيرية التي تدهش المتلقي على شكل ومضة قصيرة تحمل كثيرا مما يريده الشاعر الى عالمه كما أنها تتشاءم في بعض تطلعاتها برغم انتقائها لألفاظها الرقيقة والشفافة والتي تكون جمالا ليس قليلا تقول في نص/زمن/. كما مضى من زمن .. وحبك يحملني فوق العبير أخاف ان اعلن عنه .. فيقطف شهده النحل ويطير . وتستخدم دلهي المبالغة في اسلوبها السردي الذي كونت منه نصوصها وذلك من أجل اعطاء الحب قيمة عظمى وإبعاده عن أي شيء مبتذل ليظل أهم ممثل واهم من قدم شكلا جميلا يرتاح إليه الانسان كما جاء في نصها/شكوى/ تقول.. شكوتك للبحر ..فهاج وبين مد وجزر .. فاض القلب وأغرق البحر وفي بعض نصوصها تعمد الشاعرة الى تقديم مفردات راقية تعبر عن وجود موهبة أدبية تضاهي الشعر في بعض مفرداتها وتعتبر هذه النصوص ذات قيمة أدبية لا تقل في مستواها عن قيمة الشعر لما تمتلكه من مقومات تجعلها جميلة وقريبة من المتلقي حيث تقول في نصها/حبر الدم/..  سألني.. متى ينضب قلمي قلت له كيف سيجف ..وحبره من دمي تحاول أن تكتب بعض حالاتها وأحلامها التي تتداعى في أوقات الشرود بشكل يميل إلى السرد القصصي دون أن تلتف كثيرا إلى أسلوب الصياغة ومدى اهمية التماسك الموضوعي في مثل هذه النصوص كقولها /نور القلب/ لا تنظر إلى الأشياء .. وهي تلمع فالقلب داخل الجسد .. يدق لا يسمع  لا تحسب بأن البريق .. ينفع بل نور القلب وحده.. من يدلك إلى المنبع . يذكر أن الكتاب يقع في /109/ صفحات من القطع المتوسط وهو من منشورات دار بعل.