تحت عنوان (سورية .. درب الآلام نحو الحرية - محاولة في التاريخ الراهن) صدر مؤخراً كتاب للدكتور "عزمى بشارة" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. الكتاب يسبر أغوار عامين مضيا من عمر الأحداث السورية، شارحاً الأبعاد الإجتماعية والسياسية لتلك الأحداث. ويتضمّن الكتاب 13 فصلاً ، الفصول الخمسة الأولى هي عبارة عن عملية تأريخ للثورة السورية مصحوبة بتحليل وشرح لحصاد عشر سنوات من حكم بشار الأسد ،أمّا الفصول المتبقية فقد تم تقسيمها بشكل يجعلها تركز على أحداث وظواهر معينة، موضوعات منفصلة متصلة مثل: الطائفية و العنف المجتمعي المصاحب للطائفية، وأزمة الإقتصاد السوري الموجودة بالأساس ...حتى من قبل نشوب الثورة ، وطريقة تعامل النظام مع الثورة والمظاهرات، والمعارضة السورية والمبادرات الدولية التي صدرت للمساهمة في حل الازمة. وفي الختام يدعو بشارة إلى ضرورة تأسيس سوريا جديدة تقوم على التسامح وعدم نبذ الآخر بدلاً من الطائفية، سوريا جديدة تتخذ من الديموقراطية سبيلاً للتقدم ، ومن المساواة والعدالة سبيلاً إلى النهضة، فبحسب الكتاب "سوريا في مواجهة سيناريوهات كارثية ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية تتضمن رحيل النظام وبقاء جهاز الدولة، وتضمن التحول التدريجي نحو الديمقراطية من دون إجتثاث". والكتاب لم يترك المعارضة دون مكاشفة لأخطائها ومصارحة بأن بعض أفعالها كانت سبباً في ما هي عليه ألان من إنقسامات وخلافات، ويرى أنها أمام "مهمة مصيرية" لإسقاط النظام ، وقد وضع لها عدة أهداف منها "وضع إستراتيجية عسكرية موحّدة وتوفير مقوّماتها، وبناء المؤسّسات، ووضع الخطط لإدارة المناطق المحرّرة، واستيعاب المهنيّين المنشقّين من عسكريين ومدنيّين لخدمة الثورة، وتطوير خطاب دبلوماسي وإعلامي موجَّه للغرب لمواجهة خطاب النظام"، وهي أشياء مازالت المعارضة تفتقر إلى معظمها حتى ألان.