يستعيد كتاب (المنسي في الغناء العربي : الجزء الأول)لمؤلفه الناقد والباحث الموسيقي الأردني زياد عساف الصادر حديثا عن دار ميريت بالقاهرة ألوانا من موروث الغناء العربي الأصيل في أكثر من بيئة عربية. يؤكد المؤلف في مقدمة كتابه انه بادر بهذا العمل نتيجة الوضع الذي آلتإليه الأغنية العربية التي "أصبحت تخلو من الإحساس والمضمون فضلا عن قيام بعضالأصوات الغنائية الجديدة بإعادة أغنيات الزمن الجميل بأسلوب استهلاكي تبدو فيهملامح فساد الذائقة الموسيقية والغنائية." ويشتمل المؤلف على مجموعة من العناوين منها: سلامة حجازي : (حلاق)أصبح رائدا لمسرح الغناء العربي ومنيرة المهدية: (الشيشة) أفقدتها الصوت الجميلوحامد مرسي : أول من غنى زوروني كل سنة مرة ورياض البندك المظلوم حيا وميتا وحليمالرومي مكتشف فيروز والهادي الجويني : رائد التغيير في الأغنية التونسية . يتابع عساف في هذا المؤلف باعتناء مسيرة الشخصيات الغنائية المختارة بهذاالجزء مع الأغنية العربية ليكشف عن حجم المواهب والقدرات التي تمتعت بهاوالافتتان بالكلمة واللحن في انسجام مع حرك الواقع. و يتوقف المؤلف أيضا عند مواقف ومحطات فردية وجماعية ترتبطبالهموم والآمال الإنسانية مبرزا الأساليب والطرق التي اتبعوها في تحقيقمنجزهم الإبداعي للأغنيات التي ما زالت عالقة في ذاكرة عشاق الطرب العربيالأصيل إلى الوقت الراهن. قدم الكتاب بلغة سهلة و واضحة لتوصيل المعلومة إلى كل القراء خاصة وأن هذا النوع من الأدبيات يسعى إلى إبراز جهود الرواد الأوائل في الأغنية العربيةبمعزل عن الحدود والفواصل الجغرافية والثقافية كما يفيد المؤلف الدارسين والباحثينفي القضايا والموضوعات المتعلقة بالأغنية العربية.