صدر عن سلسلة انسانيات كتاب "الحملة الفرنسية وخروج الفرنسيين من مصر" للدكتور محمد فؤاد شكري في 688 صفحة من الحجم الكبير. وقال الدكتور بدوي عبد اللطيف في مقدمته للكتاب: "يعزو العلماء والمؤرخون في الشرق والغرب إلى الحملة الفرنسية على مصر آثارا مختلفة من البواعث أو العقبات في هذه البلاد وتطورها السياسي والعمراني والاجتماعي في العصر الحديث، ويرى المؤرخون الغربيون المتعصبون أن هذه الحملة كانت هي الأساس الوحيد للنهضة المصرية المعاصرة والجسر الذي استطاعت هذه البلاد أن تعبر عليه إلى آفاق العالم الجديد وترتفع بوساطته إلى مستوى التاريخ الحديث". وأضاف: "يذهب الشرقيون المحافظون إلى أن تلك الحملة كانت مرحلة قاتمة وفترة مظلمة في تاريخ مصر بل في تاريخ الشرق كله اسهمت في تفتيت الوحدة وتأسيس الفرقة وفصم الروابط والعلاقات التاريخية الوثيقة بين أجزاء الشرق العربي والاسلامي بلادا وشعوبا فضلا عما جلبته معها من عادات وتقاليد غريبة على طبيعة هذه البلاد والشعوب". وبين هؤلاء واولئك يقف جماعة المؤرخين الواعين المنصفين وهؤلاء يرون أنه إذا كانت الحملة الفرنسية امتهنت الاديان ، وازدرت التقاليد، واستخفت بحقوق الانسان، فإنها في الوقت نفسه قد ربطت إلى حد كبير بين الشرق والغرب ، كما ربطت بين العالم العربي والمحاولات الاستعمارية الاوروبية والتيارات السياسية العالمية . ويقول الدكتور بدوي عبد اللطيف إن الكتاب انبسط فيه الحديث عن هذه الحملة وأسبابها ومقدماتها والاحداث التي عاصرتها كما تناول الحديث عن النتائج والاثار التي ترتبت عليها وبخاصة موقف المصريين ونزعتهم القومية.