صدر حديثًا عن مكتبة الأسرة، في "سلسلة إنسانيات"، كتاب بعنوان "قبطي في عصر مسيحي"، تأليف زبيدة محمد عطا. وتناقش المؤلفة، في الكتاب الذي يقع في 376 صفحة، آراء الكتاب المحدثين من الشرق والغرب، لتبين للقارئ الجوانب الإيجابية والأخرى السلبية في أطروحاتهم، حيث تخلص إلى أن "الشخصية المصرية صاحبة استمرارية واضحة، تربط قديمها مع جديدها". وتنقسم الدراسة إلى فصول ثلاثة، يتحدث الفصل الأول عن المكون الإنساني للشخصية المصرية في تلك الفترة، والتي بدأتها بدخول الديانة المسيحية إلى البلاد، حيث تتناول الدراسة مكونات الشخصية المصرية، السمات والملامح الرئيسية للإنسان المصري، ثم صورة هذا المجتمع مع دخول المسيحية وبعد انتشارها. وخصص الفصل الثاني لمجتمع الإسكندرية، الذي عاش فترة كمجتمع أجنبي غريب عن مصر، حيث بدت الإسكندرية منذ نشأتها كمدينة يونانية خالصة، غالبيتها من عناصر أجنبية ناقصة وانتهت، وكمدينة مصرية فيها جاليات أجنبية ذات مزايا. وتعرض المؤلفة الحياة الاجتماعية في الإسكندرية ومجتمع الإسكندرية الثقافي، إلى أن غزتها بطريركية الإسكندرية، ورهبانها، وبدأ يرتبط ما هو ديني بما هو شعبي، حيث تحول الموقف الرافض من الكنيسة للموقف الديني الروماني، إلى موقف مصري عام، رافض للحكم الروماني، بما حواه من قهر وإساءة، على يد موظفي هذا الحكم، والذي نجح فيه الحكام والأجانب بأن يخلقوا بيروقراطية إدارية، جعلت المصري الجابي يضغط على المصري الفلاح، وهذا الصراع بين ما هو قومي وما هو أجنبي أدى إلى انهيار حضارة الإسكندرية اللامعة، وتدمير مؤسساتها. أما الفصل الثالث فيتناول الحياة الاجتماعية في عواصم الأقاليم، والقرية والفلاح والأرض، والفلاح والسلطة، عارضة للحياة اليومية في ضوء المسيحية، والحياة العلمية والأدبية في الفترة المسيحية، والفنون في العصر المسيحي.