أصدر "مركز المحروسة للنشر" طبعة ثانية من كتاب "العنف الديني في مصر .. قراءة في فكر الخطر الإسلامي" للكاتب وأستاذ علم الاجتماع السياسى الدكتور محمد حسين أبو العلا، الذى يستهل مقدمة تلك الطبعة بالقول "ليس هناك من شك فى أن الصراعات الدينية قد هدمت من الكرة الأرضية أضعاف ما هدمته الزلازل والبراكين، وتلك هى إحدى "المعطيات التاريخية التى أكدتها الشواهد مراراً ، لكنها تستعاد وكأنها لم تحدث من قبل. والكتاب الذى يضم 347 صفحة صدرت طبعته الأولى قبل نحو عقدين ، وإذا كان الطابع الفكرى العام للتيار الإسلامى وفحص الآلية العقلية هو بؤرة إهتمام الكاتب آنذاك. فإنه اليوم يلتمس ويتحرى مسار التغيير الإيجابى فى هذا الطابع، ذلك بفعل الدورات التطورية لأى فكر يريد أن يصمد لاسيما وهو يتكئ على المرجعية الإسلامية. وقد أكد الكتاب بعدا جديدا فى ميدان دراسات العنف بشكل عام والعنف الدينى بشكل أخص وهو أن شيوع مستويات الرؤية الأحادية فى الفكر تعد أهم مؤشرات دخول دائرة العنف ، كما أكد أن أهم المحاكمات لما يمكن أن نسميه بالعنف الدينى تكمن فى التطرف فى فهم النص الدينى بشكل يظهر فى صورة إستلهامات خاطئة بعيدة عن روح النص ومضمونه تؤدى إلى انعاكاسات سلوكية سلبية تجاه الآخر الذى لا يشارك أو يؤيد هذا الفكر ولعل التطرف فى فهم النص الدينى يأتى تتويجا لجملة الأسباب الأخرى الدافعة إلى العنف. ويخلص د. أبو العلا فى مقدمة الطبعة الثانية إلى أن الهوية المصرية ستظل ثابتة مهما هبت عليها العواصف والأنواء وتبدلت النظم والحكومات وتغيرت المواقف، وأن الدورة الزمنية لن تطمس تلك الهوية الراسخة التى تواجهت مع تحديات عظمى أطاحت بهويات عديدة لاتعرف الصمود الأسطورى. ويستند الكتاب إلى بحث ميدانى من أهم نتائجه أن الإتجاه نحو العنف الدينى ضد الدولة والمجتمع لايرتبط فقط، بعناصر وأبعاد المستوى الاجتماعى الاقتصادى، وإنما يرتبط أيضا بعناصر ومستويات الرؤية الأحادية .. وكشفت نتائج البحث أيضا أن معظم الفئات الاجتماعية الشبابية المختلفة تمثل اتجاها إيجابيا نحو العنف الدينى ضد الدولة والمجتمع.