صدر كتاب "المدن المسحورة تجسير المسافة بين السماء والأرض" للشاعر الدكتور فارس خضر ضمن سلسلة الدراسات الشعبية التى تصدرها الهئية العامة لقصور الثقافة، ويرصد ويحلل المعتقدات المتصلة بفكرة المدن المسحورة بمنطقة الواحات، وذلك من خلال إعادة قراءة الموروث السردي المدون والشفاهي حول هذه المدن، والأسس المنطقية التي تجعل الجماعة الشعبية تعتقد في وجودها. وهذا الكتاب يتتبع الحركة الشفاهية التاريخية والتي تعمل على إعادة صياغة الأحداث وفق إرادة العقل الجمعي الذي يتناولها ويتداولها ويحركها في الزمان والمكان وفق إرادة الانسان الوسيط الناقل للحدث، وكذلك المخيلة الشعبية لرحلتي أحمد حسنين باشا لاستكشاف الصحراء الغربية. وقد بدأت الرحلة الأولى في نوفمبر عام 1921 وانطلقت من دايبة بليبيا ووصلت واحة الكفرة في 14 يناير 1921. أما الرحلة الثانية فقد انطلقت من السلوم في يناير 1923 ومرت بسيوة والكفرة والعوينات وغيرها واستمرت حتى أغسطس عام 1923. وعلى الرغم من ان حسنين باشا لم يمر بالواحات الداخلية في رحلته كما يشير صاحب الكتاب، إلا ان المخيلة الشعبية أرادت له ذلك، واستوقفت قافلته عند أحد الغرود الرملية العالية، فنظر ومن معه للسطح ليجد حدائق عامرة وآبار جارية وحيوانات مستأنسة تجوب المكان بحرية، فآثر ألا ينزل بهذه المنطقة العامرة ليلا وأن يبيت ليلته على مشارفها ليقصدها ومن معه في الصباح، وحين طلع الصبح لم يجد لما رآه أثرا. يقع الكتاب في 192 من القطع المتوسط ويضم أربعة فصول، يتناول الفصل الأول المدن المسحورة بين جغرافيا الوهم والتاريخ الميثولوجي، والفصل الثاني يتناول معتقدات المدن المسحورة وعناصرها، بينما يتناول الفصل الثالث المدينة المسحورة بالواحات الداخلة، ويختتم الكتاب بالفصل الرابع الذي يتناول فيه الكاتب الوظائف النفسية للمدن المسحورة من آليات الإبداع.