صدر حديثاً للشاعرة الفلسطينية رولا سرحان ديوان أول بعنوان: “حرّاً على آخرك”، ويقع في مائة وست وستين صفحة، من القطع المتوسط، ويشتمل على أربعين قصيدة، توزعت في أبواب ثلاثة، هي: “في الظرفِ حكايا - في المكانِ حكاية”، و”في الرؤى تنضجُ الرؤيا”، و”فيما لي”. وفي تقديمه للكتاب، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يكتب الأديب الروائي والشاعر أنور الخطيب “بلغة كثيفة، تمسك بتلابيب المعنى مباشرة، ومن دون مواربة، تأتي الجملة خالصة صافية من شوائب ما قبل وما بعد، جديرة أن تكون وحدها في إطار، تُعلّق على جدار الشعر بأناقة ورقّة”. أما الشاعر أحمد زكارنة فرأى أن الديوان “يؤسس لمنهجية شعرية جديدة على مستويات عدة، من حيث اللغة والمضمون، ما يعطي لنصوصها نوعاً من التأويل الذي يستهدف الوصول إلى المستويات العميقة للخطاب، عن طريق القراءة التزامنية والتعاقبية، التي تُحدث نوعاً من الجدل لدى القارئ المتلقي”. ويكتب القاص محمود شقير في السياق نفسه: “ثمة ضبط للانفعالات، وكتابة قصيدة تبدو كما لو أنها محايدة، وهي ليست كذلك، مؤكداً أن لغة الشاعرة جميلة متقشفة، وفيها محاولة لتأسيس أسلوب خاص بها، خارج على مألوف الشعر الفلسطيني”. ومن أجواء الديوان نقتطع من القصيدة التي منحت الديوان عنوانه: “حراً على آخرك”: “لا تَعْتَدِلْ ولا تُعدّل اتّحد مع صلصالِك وتُرابك مع غُبارِك وتأنّقِك مع كلّ تعبك وتمرُّدك تكونُ أنت، حرّا على آخرك، وعلى نصفيكَ الشهيين فأصيرُ حرّةً على آخري بنصفين أحدُهما معك”.