يتناول كتاب "اللاهوت التاريخى والمسار الارتقائى للعقلانية التوحيدية" الظاهرة الدينية على اعتبار أنها تتوزع على مستويين متمايزين: مستوى أولى يتمثل فى خبرة الاتصال العاطفى مع المبدأ الإلهى القدسى، ومستوى ثان تتم فيه عقلنة هذه الخبرة فى معتقدات وعبادات وتنظيمها فى طقوس وشعائر. وأكد صلاح سالم مؤلف الكتاب، إننا بالنسبة إلى المستوى الأول أمام جوهر روحانى باطنى يمكن امتلاكه، كما يتصور فقده، مع إمكانية تنشيطه بحسب القوة الروحية للفرد التى يلهمها تكوينه النفسى واستعداده الجوانى، ومن ثم فلا سبيل للحديث عن ارتقاء تاريخى أو تدهور حضارى، فالإيمان هنا هو نتاج العوالم الداخلية للإنسان، كما أنه وسيلة مثلى لإنماء هذه العوالم. وعلى المستوى الثانى، أضاف المؤلف: "نحن أمام قواعد مدرسية وتقاليد تنظيمية تقبل التطور، مثلما تتفاوت فى درجة الإحكام، بحسب الترقى فى طرق تأويل وتدوين النصوص، وفى مسارات احتكاكها بالواقع التاريخي، ومن ثم نكون أمام تأمل عقلانى لدور الدين فى الوجود البشرى".