صدر حديثًا عن دار كلمة للنشر، ترجمة عربية لديوان بعنوان "رحلة إلى سول" للشاعر الكورى "كيم جوانج كيو"، المولود فى سيول عام 1941م، وكانت له منذ صباه اهتمامات بما يجرى فى بلاده على المستوى السياسى، حيث شارك فى المظاهرات العارمة المعروفة بمظاهرات التاسع عشر من أبريل والتى أطاحت بالرئيس سينجمان رى. ويتناغم ديوان "رحلة إلى سيول" مع الوعى الجمعى للثقافة الكورية فيما يتعلق بمنظومة المعتقدات الدينية الكامنة داخله، والمتراكمة على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف عام، بحيث بدت ذات الشاعر فى الديوان- من خلال أمنياتها وأحلامها ورؤيتها للعالم- واعيةً بما تقول أو تفعل، ومؤمنة بقيمة الكلمة وقدرتها التأثيرية فى تغيير الوعي، سعيًا لإحداث نقلة نوعية عبر ما تحمله من قدرة جادة على التفكير والتعبير. وبدا التوافق كبيرًا جدًّا بين تلك الرؤية وما عبرت عنه كلمات كونفوشيوس فى كتابه "العلم الكبير" بشأن أهمية الوعى بالذات: "إذا كنت تريد أن تكون إنسانًا حكيمًا ينشر الأخلاق النبيلة فى الأرض، يجب عليك تهذيب الذات، كما يجب فى المقام الأول تقويم أعمال الذات حتى يتحقق تهذيبها، وتقويم الذات يحتم إخلاص الأفكار التى يعبر عنها الإنسان. أن تعميق أبحاث حقيقة كل الأشياء وإدراكها إدراكًا كاملاً هو بلوغ الغاية القصوى للمعرفة، وذلك يعنى حقيقة الأفكار التى تعبر عنها الذات التى تسيطر على أعماق النفس، وتعمل على تهذيبها".