واصل الروائي الليبي الكبير إبراهيم الكوني، كتابة الجزء الثاني من سيرته الذاتية، والتى من المقرر صدور جزئها الأول عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر".  وفى هذا الجزء يستكمل الكوني سيرته التي كتبها بعد رحلة طويلة في سبر أغوار الصحراء وعوالمها الغريبة، فغدت سيرته أشبه برحلة تقتفي حكاية توحّد الكاتب وروح الصحراء التي خرج منها، لتُصبح هي بطلة عالمه المتخيّل والواقعي.  أهي سيرة أم رحلة؟ قصة حياة أم أسطورة؟ كتابة إبداعية أم ثورة؟ هذه الأسئلة التي طرحت نفسها في الجزء الأول من سيرة إبراهيم الكوني "عُدوس السرى" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عادت لتحاصر قارئ الجزء الثاني من السيرة التي أبقى الكاتب على عنوانها الرئيس "عُدوس السرى"، والفرعي أيضاً "روح أمم في نزيف ذاكرة".  الكتاب يقع في 490 صفحة، تتوزّع فصوله على 32 جزءاً، وسيصدر منه الجزء الثالث لاحقاً.ويتمسّك إبراهيم الكوني في الجزء الثاني من سيرته التي كتبها بأسلوب شيّق ولغة عربية غنية بالمفردات العربية الأصيلة التي تتناسب وجوّ الصحراء العربية التي كونّت شخصيته. وهذا ما يتلمسّه القارئ من العنوان نفسه "عدوس السرى". واللفظ مأخوذ من ابن دريد، والذي يعني الرجل الذي يقوى على السرى.  ومعروف أن إبراهـيم الـكوني أحـد أشـهر الـكتـاب الليبيين، حمل روح الصحراء في أعمـاقه وكتاباته، وهو من الأشخاص الذين عايـشـوا مختلف المراحل التي مرّت بها ليبيا، قبل الثورة الأولى بعدها، معلناً موقفه النقدي من القذافي وسياسته، وصولاً إلى ثـورة "الربيع الأخيرة" التي كانت له مواقف فيها أيضاً.