بالشارقة صدر للشاعر المصرى المقيم فى الإمارات حمزة قناوى ديوانه الشعرى السابع "فى موعد الغيوم"، وهو الديوان الذى وُسّمت معظم قصائده بالرومانسية، وإن مال بعضها الآخر إلى الواقعية ونحى غيرها إلى مناوشة الرمز. ويتضح ذلك بدءاً من تسمية الديوان ومروراً بقصائده، التى تناولت فى تصويرها تجارب وجدانية محورها المرأة والعاطفة، ومساءلة الوجود، واستلهام التراث الذى حفلت به رموز قصائد الديوان (الموت فى بلاط شهريار)، (الصرخة والسيف)، (محاورة)، (قلبى بقايا دمعةٍ)، (أصوات فى مدن الموت)، (أنشودة الفرح).. وغيرها. وقد نحى الشاعر فى بعض القصائد إلى استخدام فنيات المسرح المعتمد على الحوار والشخصيات والصراع كما فى قصيدة (الصدق والرواية الملفَّقة) حيث يقول: (يا سيِّدى يا مُخرج الرواية العظيم دقائِقٌ ويُرفَعُ السِّتَارْ وتبدأُ الأصواتُ فى الخفوت .. تُطفأُ الأنوارْ ويشدهُ المشاهدون للذى يدور دقائقٌ ويبدأُ الدوارْ وينبرى المُمَثِّلونَ فى السَّخَف إن يبدءوا بعرضِ هذه الرواية المُلَفَّقةْ تَتَابَعَت فُصُولُها تُجَمِّلُ الكَذِب وتطمِسُ الحقيقةَ الخَرْسَاء وأنتَ فى مكانكَ البعيد ترقبُ الجميع تُطِلُّ من وراءَ هذه الستائر السوداء فى أَوجُهِ المُمَثِّلينَ والحضور لِتَطمَئنَّ أن كُلَّ ما لفَّقْتَهُ يسيرُ وِفقَ ما يُرام فتفركَ اليدينَ فى انتشاءة الحبور إن تَلمَحَ المُشاهدينَ قد تَرَنَّحوا من الضَحِك فلم يُلاحِظوا رداءةَ الحوار أو يُدرِكوا تفاهةَ الرواية المُزَيَّفهْ" ويعد الحزن إحدى السمات النفسية المسيطرة بوضوح على قصائد الديوان، حتى إن هناك قصيدتين سُميتا باسمه مباشرةً ( الحزن). وهى إحدى السمات الفنية التى تتميز بها المدرسة الرومنتيكية والتيار الوجدانى فى الشعر، التى يتضح أن الشاعر يدور فى فلكها. الديوان ضم أكثر من أربعين قصيدةً طغى عليها الشعر التفعيلى الموزون، وبعض القصائد العمودية، ومنها قصيدة (يبكى ويضحك). وللشاعر ستة دواوين سابقة هى (الأسئلة العطشى) و(بحار النبوءة الزرقاء) و(أكذوبة السعادة المغادرة) و(قصائد لها) و(أغنيات الخريف الأخيرة) و(الغريب). وقد نال جوائز عربية منها جائزة سعاد الصباح للشعر عام 2000، وجائزة (طنجة الشاعرة) بالمغرب عام 2012.