أصدرت أكاديمية الشعر التي تشرف عليها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، مجموعة شعرية للشاعرة الإماراتية أسماء الحمادي بعنوان "في وجه الرياح"، وهي التجربة الشعرية الأولى للشاعرة أسماء الحمادي التي تعتبر من الأصوات الشعرية الجديدة في الساحة الشعرية في الإمارات. جاءت طبعة المجموعة في 115 صفحة من القطع المتوسط، وضمت 39 قصيدة موزّعة بين العمودي على البحر الكامل ومجزوئه والبحر الوافر وبين الشعر الحر على تفعيلات مختلفة، ومن قصائد الديوان: ليس يسمن من أدب، في وجه الرياح، سامح الله السراب، على حين كبرياء، في ذمة النبأ القديم، إلى نصف الطريق، ترانيم الصغار إذا كبروا. ويتضح من التجربة الشعرية للحمادي في الديوان تمكنها من تأثيث البنية الشعرية ذات المنحى الكلاسيكي، وقد امتدّ ذلك حتى إلى قصائدها التفعيلية. وقد هيمنت على الفضاء العام للمجموعة لغة الحرقة والتباريح والانزياحات الرومنسية، وتجلى ذلك حتى في الموضوعات ذات البعد الوطني، خاصة في قصيدة "زايد من سبع إلى سبع" وهي تعبّر عن لحظة ولاء ووفاء للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتعتبر من أجمل القصائد التي اقترحتها الشاعرة في هذه المجموعة، ومن أبياتها: يا غائبا جسداً وروحك ها هنا في أضلعٍ من بعدكم شوقاً تئنْ عذراً عيوني اجتاحها الدمع الذي من بعد فقدك عن جفوني ما ظعنْ أبتاه لو تدري بقلبٍ طاعنٍ في الآه..يرثي حلمه المؤود أنْ: يُحظى بلقياكم.. يقبّل جبهةً فيها ضياءٌ ليس من هذا الزمنْ ومن تجربة الشاعرة في كتابة قصيدة التفعيلة نقتطف المقطع التالي من قصيدة "في وجه الرياح": يا نفس دعكِ من الكذب أنا ما كتبت الشعر إذعانا لحزنٍ هزّني يا إنني هذّبتُ حزني بالكتابة.. إنني ألفيتُ في حرفي الدواءْ أنا لست أزعم أنه قطفَ المواجعَ من غصون الذاكرة.