صدر حديثا عن دار نهضة مصر كتاب "الإعلام في عصر العولمة والهيمنة الأميركية" للكاتبة سمر طاهر. والكتاب يفتح نافذة على عالم المؤسسات السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة الأميركية، ويستعرض كيف خرجت أميركا من حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي منتصرة لتوظف إعلامها من أجل غزو العقول ومحو ثقافات الشعوب، وتعلن حروبا جديدة ضد أعداء جدد، لتفرض سيطرتها وسطوتها على العالم. يجيب الكتاب من خلال فصوله على ستة تساؤلات طرحتهم الكاتبة كعناوين للفصول ، حيث يجيب كل فصل عن أحد التساؤلات بطريقة منهجية تعتمد على عدد كبير من المراجع العلمية. وهذه التساؤلات هي، لماذا تعد الأخبار ذات أهمية قصوى في العصر الحالي؟، وهل الصراع بين دول العالم إعلامي أم أنه صراعا سياسيا واقتصاديا وثقافيا فقط؟، وكيف أصبحت أميركا سيدة الإعلام في العالم اليوم؟، وكيف يمكن لنا أن نفسر حركة تبادل الأخبار بين دول العالم بطريقة علمية؟ ، وكيف تختار وسائل الإعلام في الدول المختلفة أخبارها؟ ،وأخيرا من أين تأتي الأخبار. ويستعرض الكتاب عددا من الفصول الشيقة للقارئ العادي وهي، كيف بدأ العالم يهتم بقضية الأخبار الدولية في بداية القرن الماضي، وكيف خضع الواقع الإعلامي إلى عدد من المتغيرات والمستحدثات ترتبط بالواقع السياسي والاقتصادي الدولي، وكيف يصبح الإعلام أحيانا محركا للواقع، كما يتناول أهمية المعلومات والأخبار بالنسبة لرجال السياسة وصانعي القرار في الدول الحديثة، وكيف أن الواقع الإعلامي يعكس درجة من عدم التوازن والاحتكار مثله مثل الواقع الاقتصادي للدول وربما بدرجة أشد وأكثر خطورة وتأثيراً. يناقش الكتاب أيضا الأسباب التي تجعل الإعلام يفضل دائما أخبار الحوادث والأزمات والفضائح على غيرها من الأخبار، كما يناقش دور وكالات الأنباء الدولية والشبكات التلفزيونية الكبرى في أوقات الحروب والأزمات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية ولا سيما التي مرت بالمنطقة العربية ودور الولايات المتحدة فيما يعرف بالحرب ضد الإرهاب، وكيف تقوم دول مثل َإسرائيل وحليفتها أميركا بتزييف الحقائق من خلال الإعلام لتكسب الكثير من معاركها على شاشات التلفزيون قبل أن تكسب معارك أخرى على أرض الواقع.. وكيف تقوم بعض المؤسسات الأمريكية بصنع الأخبارصنعا من أجل قيادة الرأي العام داخل أميركا وحول العالم.