الصحافي مصطفى الأسواني

كشف الصحافي مصطفى الأسواني في روايته "كارول"، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، المسكوت عنه في العلاقات غير المتكافئة بين المرأة والرجل في مجتمعنا الشرقي، وكيفية تعاطي الطرفين معها، ونظرة المحيط الاجتماعي إليها، وذلك من خلال سيرة أسرتين صغيرتين، وعلاقة أصدقائهما بهما.

ويبدو الصراع في الأسرة الأولى نمطياً؛ حول الفتور وموت المشاعر بين الزوجين، بينما يؤجج فعل الخيانة تطوره وتقاطعاته في سيرة الأسرة الثانية، وتتكشف دوافع مستترة حول شكل الخيانة الزوجية، وما ينطوي في ظلالها من قمع وتعسف وفرض للسلطة من طرف على آخر.

وتستند خطوط الحكي وتفاصيله على راوٍ عليم منح شخصيات الرواية صدارة الحكي بنسب تتراوح - بفروقات ضئيلة - بين الرجل والمرأة، ما يحقق توازنًا مفقودًا في الواقع، وينوع في الوقت نفسه تشابكات الصراع، والقدرة على الاختلاف والتوافق معه، لتصل الرواية بسلاسة إلى ذروتها الدرامية، المفاجئة للقارئ، وللشخصيات كذلك، حيث تفاجأ بمصائر مجهولة لم تكن في الحسبان، منها الزوجة الثانية (كارول)؛ البطلة المدللة اللامبالية العابثة، التي تعاني من ازدواجية معينة، وتنخرط في علاقات عابرة وخيانات متعددة، لا تكف عنها إلا مع وطأة مرض غامض يودي بحياتها في النهاية.

في المقابل، تقدم الرواية "نادية"، الزوجة الأولى والأم: شخصية خاضعة مغلوبة على أمرها في مجتمع ذكوري، تتعايش مع خيانات زوجها لها بالصمت أحياناً، ومحاولة التأقلم تحت مظلة الحياة الأسرية أحياناً أخرى.

وبين كل هذه التقاطعات، تطرح الرواية قضية عدم التكافؤ بين الزوجين، وفكرة إرادة الاختيار، كظلال لهذا الصراع الشائك، وهو ما يشير إليه الراوي العليم قائلاً في أحد حواراته مع شخوص الرواية: "أوافقك في أن الإنسان لا بد أن يضع مشاعره في المكان المناسب... أن تضع قلبك في مكانه، أن تعطيه لمن يستحق مشاعره وإحساسه... إن أجمل ما في الحب التواصل، والتواصل لا يمكن أن يتم إلا من خلال مشاعر عميقة وقلوب حية".