مؤسسات ثقافية فلسطينية تعنى بالفنون البصرية المعاصرة

تستعد تسع مؤسسات ثقافية فلسطينية تعنى بالفنون البصرية المعاصرة، لإطلاق النسخة الثانية من قلنديا الدولي في تشرين الأول المقبل، بمشاركة حوالي 100 فنان فلسطيني وعالمي، والذي ستنظم فعالياته في أنحاء مختلفة من فلسطين.
وينظم 'قلنديا الدولي'، وهو أكبر تظاهرة فنية دولية في مجال الفنون البصرية المعاصرة في فلسطين، من 22 تشرين الأول حتى 15 كانون الأول، وسيشتمل البرنامج الذي يأتي تحت شعار 'الأرشيفات حياة ومشاركة'، على سلسلة من المعارض والعروض الأدائية والأعمال التركيبية ومقاربات مفاهيمية وأعمال الفيديو، وندوات وحوارات مع متحدثين محليين ودوليين، وجولات ميدانية تسلط الضوء على القيم الجمالية لمعالم معمارية ومكانية في فلسطين.
وينظم قلنديا الدولي هذا العام تسع من أهم المؤسسات الثقافية الفلسطينية التي تعنى بالفنون البصرية، وهي: رواق- مركز المعمار الشعبي، ومؤسسة المعمل للفن المعاصر، ومؤسسة عبد المحسن القطان، والمتحف الفلسطيني، وحوش الفن، والأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين، ومركز خليل السكاكيني، وبلدية رام الله، والجمعية العربية للثقافة في حيفا.
وقال مدير المتحف الفلسطيني جاك برسكيان: 'نحن سعداء بأننا نعمل على تنظيم النسخة الثانية من هذا الحدث، من خلال حشد الجهود والموارد لأهم المؤسسات الثقافية التي تعنى بالفنون البصرية في فلسطين، ونأمل أن نتمكن من خلال قلنديا الدولي من تكريس اسم فلسطين على خارطة العمل الثقافي في العالم، وجعل فلسطين، من جديد، نقطة جذب على الصعيد الفني والإبداعي، وخاصة في مجال الفنون البصرية'.
وأضاف مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة القطان محمود أبو هشهش: 'من خلال قلنديا الدولي نقترح تشبيكاً مع الأرشيفات في فلسطين بطريقة مبدعة ونقدية في آن، ولذا اخترنا أن يكون دور الأرشيفات في تشكيل الهوية الوطنية وحفظها، وأهمية قدرة وصول الناس إليها.
وقال إن موضوع الأرشيفات يلعب دوراً أساسياً في الصياغة الجمعية لماضي فلسطين وحاضرها وتشكيل مستقبلها'.
وأوضحت مديرة رواق بالشراكة فداء توما، أن قلنديا الدولي يتم تنظيمه كل عامين في المدن والقرى على امتداد فلسطين، 'في محاولة لتكوين علاقات وشبكات تعمل على التواصل والترابط الثقافي في سياق جغرافيا فلسطين المفككة. وهو حدث هام يقدم فرصة للفنانين والمبدعين الفلسطينيين لإنتاج أعمالهم وعرضها، ويفتح قنوات تواصل وحوار مع المجتمع المحلي من خلال برامج تحاول تقديم مساحات أكثر انفتاحاً للنظر والتفاعل مع الفن والحياة'.
يذكر أن النسخة الأولى من قلنديا الدولي كان قد تم إطلاقها في عام 2012، وقد لاقت نجاحاً لافتاً، حيث شارك فيها حوالي 250 فناناً ومتحدثاً محلياً ودولياً، وحضره حوالي 150 ناقداً فنياً وصحفياً أجنبياً، أما النشاطات فقد حضرها ما لا يقل عن 6500 زائر.
وتم استخدام اسم 'قلنديا الدولي' لهذا الحدث، في محاولة لتوظيف ما يحمله الاسم من دلالات متعددة ومتناقضة من أجل إيصال رسالة سياسية، إذ تمثل قلنديا مجموعة من المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه، فـ'قلنديا' هي قرية استضافت مخيم اللاجئين الذي بات يعرف باسمها، والذي ما زال سكانه يحلمون بالعودة إلى ديارهم، وقلنديا هي القرية التي شطرها جدار الفصل إلى قسمين، وهو الحاجز العسكري الذي يخنق الضفة الغربية ويفصلها عن القدس وباقي العالم، وهو رمز لمعاناة يومية للفلسطينيين، وهو مطار كان يحمل أيضاً اسم 'مطار القدس الدولي'، وكان نقطة للوصل والالتقاء مع بقية العالم حتى عام 1967، قبل أن يصبح رمزاً للانفصال والتجزؤ في العام 2000.