نظَّمت جمعيَّة رؤية في مدينة القصير، اليوم الأربعاء، الصَّالون الثَّقافيّ الثَّالث لها، وذلك برعاية الوحدة المحلِّيَّة لمدينة القصير، ومجموعة من شباب مدينة رأس غارب، والَّذي يهدف إلى تعريف الجيل الحاليّ وجيل المستقبل بالتُّراث الفنيّ للبحر الأحمر، حيث تبنَّى تلك الفكرة مجموعةٌ من شباب مدينة رأس غارب؛ لتسليط الضَّوء على هذا التُّراث الفنيّ منذ بدايته، وأنواعه مثل فنّ السمسميّة، وفنّ التّربلة، وفنّ الرّفيحي، وفنّ الينبعاوي، وفنّ اليمانيّ، وفنّ الدوبيت، وغيرها من الفنون. وقد حضر الصَّالون الثَّقافيّ اللّواء أشرف محمد إبراهيم رئيس مدينة القصير، وبعض المتطوِّعين من الجمعيَّات الخيريَّة في القصير، وعدد من المهتمِّين بهذا العمل الثَّقافيّ. وافتتح الصَّالون بتلاوة آيات من الذِّكر الحكيم، وأعقبه كلمة لرئيس المدينة رحَّب فيها بالحضور وأثنى على مجهودات الجمعيَّة، متمنِّياً لهم دوام التَّقدُّم والرُّقيّ. وأوضح عمرو الرّاوى أحد رُعاة الصَّالون الثَّقافيّ في مدينة رأس غارب، قانون آلة السمسميَّة، وتحدَّث عن فنّ الموّال ونشأته الَّتي خرجت من العراق، وعن أنواع العزف البحريّ والمقام. وأشار إلى أنّ فنّ الموّال هو أساس الفنون الَّتي تمارس في مدن البحر الأحمر للصّيَّادين خصوصًا وأن السمسميَّة هي آلة مأخوذة من آلة الطّمبورة، وكلّ مدينة قامت بتطوير تلك الآلة المكوّنة من صندوق صوت وثلاث أذرع خشبيّة. وتابع الرّاوى كلمته عن نقل الفنّ اليمانيّ، والّذي سمِّي بهذا الاسم نسبةً لبلاد اليمن، وأوضح أنّ آلة السمسميَّة تعتمد على السَّمع، وليس عن طريق النّوتة، والفنّ اليماني يعتمد على الدفّ. وتحدّث مدثّر عن الفن الرفيحيّ وعن أبرز الفنّانين لهذا الفنّ في البحر الأحمر، ومنهم حربي حسين من مدينة الغردقة، ومن القصير حسن عبد الله سباق للعزف على الطّمبورة، وصلاح عطية حمزة ، الذين يهدفون لتوصيل هذا التّراث لأجيال المستقبل، وفي نهاية كلمته طالب المسؤولين بالاهتمام بهذا الفنّ الَّذي في طريقه للاندثار.  كما أشار أحد الحاضرين إلى أنّه لا بد أنّ يتمّ تبادل لهذه الثَّقافة الفنّيَّة بين مدن المحافظة بعضها بعضًا، وأكَّد على أهميَّة ظهور هذا الفنّ عن طريق عمل منتدى لعرض هذا الفنّ التّراثيّ الأصيل بقصور الثّقافة، ويتمّ كذلك تنظيم يوم سنويّ لهذا الفنّ ليشعر المواطن أنّ هناك من تراثه فنًّا موجودًا حتى الآن، ولمعرفة الجيل الحاليّ هذا الفنّ. واخْتُتم الصَّالون بتقديم فقرة فنِّيَّة من الرُّعاة عبر نغمات السمسميَّة، وتمّ عرض أنواع السمسميَّة  الطّمبورة منذ نشأتها إلى الآن عبر صور داتا شو.