قدمت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب أصبوحة شعرية قدم خلالها الشاعران توفيق أحمد وسليمان السلمان والشاعرة هيلانة عطا الله مجموعة من القصائد تناولت الأزمة وهمومها وبعض القضايا الإنسانية والاجتماعية بأشكال متنوعة من الشعر. حيث ألقى الشاعر توفيق أحمد باقة من قصائده الشعرية الأولى حملت عناوين "وردة.. نخلة وموج.. أيتها المرأة" واختلفت القوالب الشعرية عنده فكان حريصا أن يقدم قصائد نثرية وتفعيلة وعمودية ارتبطت بالوجدان والعاطفة حيث يقول في قصيدة نخلة وموج: في مساء ينعس النجم به             وعصافير البراري تسهر في مساء دقت القلب لها             لغة يطرب منها الوتر كما ألقت الشاعرة هيلانة عطا الله بعضا من بوحها الشعري بدأته بالنثر الذي تميز بانتقاء عبارات والفاظ كونت منها نصوصها الشعرية بشكل مبسط دون الاعتماد على الرموز حيث كان للحالة العاطفية الموجودة في النص طغيان على حساب الإيحاءات والدلالات. كما قدمت عطا الله قصائد اخرى في الرثاء وفي الحالة الوطنية الراهنة مستخدمة وسائل الإسقاط الأدبي والتاريخي فيها وختمت بقصيدة غزل فيها شيء من الاعتزاز بالنفس دل عليه استخدامها بعض الكلمات والعبارات كقولها في قصيدة عشق: بقدر ما أستطيع ويستطيع المطر بقدر ما أتجذر ويتجذر السنديان هكذا عشقتك وختم سليمان السلمان بغزل شعري يجمع بين الأصالة والمعاصرة في نصوص شعرية اعتمدت على الموسيقا والنغم اللذين توحدا مع لغة الشاعر وتعابيره كما اعتمد على حروف الروي التي تعطي للنص الشعري حالة من القوة والصلابة فاختلطت أنماطه وتباينت في مجموعة القصائد التي قدمها.. يقول في قصيدة حين اتكأت على دمي.. أنت في ركض هدبي في مرايا عيني صارخا اركضي ليدي في مدى الروح كوني وعن رأيه في القصائد التي قدمت قال الشاعر نزار بني المرجة إن بعض القصائد عبرت عن حالات إنسانية حقيقية ورصدت كثيرا مما يدور في حياتنا ثم اختلفت في طريقة تناولها للمواضيع وتنافست من حيث الجماليات عبر الشكل والأدوات الفنية المستخدمة في الصياغة. أما الشاعر اسماعيل ركاب فقال إن الأشعار فيها كثير من الفائدة والجمال لأنها أدت مجموعة من الحالات النثرية والموزونة مع وجود الصورة الشعرية المعبرة والتراكيب المكونة من الأسس الحقيقية للقصيدة الشعرية بكافة أنواعها حيث كان الجانب الوجداني والعاطفي أكثر حضورا من بقية الجوانب. وفي تعليق للشاعر عبد الكريم عبد الكريم عبر عن تقديره للقصائد الشعرية جميعها مشيرا إلى تفوق قصائد الشاعر توفيق أحمد النثرية وتميزه خلال قراءة القصائد المنوعة إضافة إلى وجود مواضيع جديدة في الأصبوحة كمواضيع الرثاء التي قدمتها هيلانة عطا الله. وقال الدكتور محمد توفيق يونس مقرر جمعية الشعر إن قصائد النثر التي قدمت أخذت طابعا فنيا جميلا وكان لها حضور مميز بين القصائد الأخرى ما يدل على أن الحالة الشعرية لا تتوقف على الشكل فكل اللذين قدموا قصائد نثرية هم بالأصل يكتبون القصيدة الموزونة والآن قصائدهم النثرية لا تقل مكانة وجمالا عن باقي الأنواع التي كتبوا فيها. أما الشاعر محمود حامد فأشار إلى أن هناك حالة من الانسجام والتكامل بين القصائد التي قدمت من خلال الشكل والمضمون حيث فرضت هذه المواد بشكلها ومحتواها نقاشا إيجابيا أضاف إلى القراءات فائدة ومتعة نظرا لتنوع الكتابات وتفاعل الآراء معها والتعاطي مع تراكيبها بشكل منهجي فيه الصدق والدقة.