احيا الشاعر الفلسطيني مروان مخول المقيم في الجليل الاعلى داخل اسرائيل والذي بات شعره الاكثر مبيعا بين الكتب المترجمة للعبرية، امسية شعرية مساء الثلاثاء في بيت لحم اهدى خلالها قصيدة الى الاسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية. وقد استهل الشاعر الحائز جائزة محمود درويش للشعراء الفلسطينيين على ديوانه "ارض الباسيفلورا الحزينة"، امسيته التي استقطبت جمهورا كبيرا، بقصيدة "من سيرة الاسير" تضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية. وفي نهاية الامسية التي اقيمت في المركز الثقافي الروسي، كرمت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي مخول بتسليمه درع وزارة الثقافة مكافأة على دوره ومساهماته الثقافية في المجتمع الفلسطيني. في مقابلة مع وكالة فرانس برس تحدث الشاعر مروان مخول (33 عاما) وهو فلسطيني من قرية البقيعة في الجليل الغربي، عن ديوانه "ارض الباسيفلورا الحزينة" قائلا "عندما سكنت في اعالي ترشيحا في بلدة معلوت، زرعت شجرة برتقال، بينما زرع جاري اليهودي البرت نبتة الباسيفلورا وهو نبات متسلق فاكهي جلبه الاسرائيليون من الخارج لزراعته في تربتنا". واضاف "بينما انا اراقب حديقتي وشجرة البرتقال وجدت ان الباسيفلورا تسلقت جداري وعبرت الحدود بيني وبين جاري البرت وامتدت لتغطي شجرة البرتقال ذات الجدور العميقة لكنها لم تستطع قتلها". وتيمنا بكتاب الروائي الفلسطيني غسان كنفاني "ارض البرتقال الحزين" اطلق مروان مخول على ديوانه اسم "ارض الباسيلورا الحزينة". ولد مروان مخول لعائلة شيوعية، من أم لبنانية واب فلسطيني يعيش في اسرائيل وعمل في توزيع صحيفة "الاتحاد" منذ كان عمره سبع سنوات. وقال الشاعر "عشت الفقر المدقع ونحن صغار، وكان توزيع +الاتحاد+ يعتبر مصدرا لدخل العائلة، وبعدها عشنا بحبوحة الثراء عندما اشتغل والدي مقاولا". درس مخول الهندسة المدنية وعمل في هذا المجال، وهو يحاول اقامة توازن بين عمله في الحديد والاسمنت، وبين الشعر ورهافة الحس. ويتضمن ديوان "ارض الباسيفلورا الحزينة" قصائد عدة منها قصيدة "ال غزة"، تتحدث عن الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام 2008 ومطلع 2009. وبدأ مروان مخول ينظم الشعر في سن مبكرة، لكنه لم يصدر ديوانه الاول الا في عمر الحادية والعشرين، وهو يحظى برعاية من الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم. وقالت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي لوكالة فرانس برس "ان مروان مخول شاعر متميز ومتمكن، شاعر واضح بقوة قصائده التي يخترق فيها مجال الشعر بجديده، وهو يثبت البعد الانساني الفلسطيني والانسان والهوية الفلسطينية". وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس "ان هناك شاعرا عربيا اسرائيليا اتنبأ له بان يحصل على جائزة نوبل فانا قرأت ديوانه المترجم للعبرية". وارسل بيريز رسالة قال فيها لمخول "عندما زارني وفد ياباني، قرأت لهم من شعرك". ولكن مخول الذي تلقى الرسالة توجس من كلام بيريز لان مديح الاسرائيليين قد يصبح "لعنة" على الفلسطينين في العالم العربي على ما يؤكد. واكد مخول "هناك شعراء كثيرون أفضل مني في العالم ولم يحصلوا على جائزة نوبل، مثل محمود درويش، وسميح القاسم"، مضيفا ان جائزة "نوبل مربوطة بالسياسة". ومخول حاصل على عدة جوائز للمواهب الشابة منها جائزة "كل العرب"العام 1997 وجائزة "الكاتب الشاب"، ومنحة رابطة هيليكون للترجمة الادبية العام 2004، ترجمت من خلالها مختارات من اشعاره، وعلى جائزة من مؤسسة القطان في رام الله وغيرها من الجوائز. وترجمت مختارات من اشعاره الى اللغات الانكليزية والتركية الايطالية والالمانية والفرنسية والعبرية والايرلندية والصربية.