بيت الشعر في مدينة الأقصر

استضاف بيت الشعر في مدينة الأقصر، اليوم الإثنين، الطلاب المشاركين في الملتقى الأدبي الأول لشباب الجامعات المصرية والذي تنظمه جامعة جنوب الوادي، خلال الفترة من 14 حتى 17 نيسان/ إبريل الجاري، تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد عاطف عبد الغفار، ووزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، بمشاركة كل من جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وطنطا وكفر الشيخ والمنوفية ومدينة السادات وقناة السويس والمنيا وأسيوط وجنوب الوادي والأزهر بقنا وجامعة أسوان.

وقدم اللقاء مدير بيت الشعر بالأقصر الشاعر حسين القباحي، والذي بدأ حديثه بالإشادة بهذا الجهد المبذول من قبل جامعة جنوب الوادي والذي أخرج كوكبة من جيل الشباب الذين يمتلكون طاقات إبداعية كبيرة، مشيدا بهذا التعاون الذي أنتج هذا اللقاء الجميل والذي به ستخرج هذه الإبداعات إلى الجمهور الواعي الذي يثمن ويقدر قيمة هذه الطاقات الإبداعية.

وأشار القباحي، إلى دور بيت الشعر بالأقصر في تقدير وتقديم وإظهار الطاقات الإبداعية لدى الشباب وكيف استطاع بيت الشعر بالأقصر أن يظهر شعراء حقيقيين للساحة الإبداعية ليشاركوا كبار الشعراء، وتحدث عن بيت الشعر بالأقصر للحاضرين بأنه أقيم بمبادرة كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بإنشاء بيوت الشعر في أرجاء الوطن العربي لإثراء الحركة الثقافية ورعاية المواهب الحقيقية.

وبدأ الشاعر حسين القباحي اللقاء بتقديم مجموعة من الشعراء المشاركين في الملتقى الأدبي وكانت أبرز المشاركات من جامعة جنوب الوادي والشاعر أحمد جمال مدني، الذي قدم قصيدة شعرية عنوانها "مهيأ لأغني " ومنها :
نَجْلِسُ في لَيْلِنا ولا سَمَرُ
سَمَاؤنَا
لا يَعْتَادُهَا قَمَرُ
ونَّاسُنَا _ في لِبَاسِنَا _ سَهَرٌ
صَدِيقُنَا _ في مَعَاشِنَا _ سَفَرُ
 
قُلُوبُنَا
ذِكْرَيَاتُهَا اشْتَعَلَتْ
وحَظُّنَا في أرْوَاحِنَا ضَجَرُ
 
نُؤَمِّنُ النورَ في مَلامِحِنا
وأَمْنُنَا في أَحْدَاقِنا خَطَرُ
 
تَخَالُنا
ضاحكينَ في أَمَلٍ
لكنّنا _ لو أَمْعَنْتَ _ نَحْتَضِرُ
 
لوْ جَنَّةٌ
صَادَفَتْ مَسِيرَتَنَا
نيرَانُنَا لا تُبْقِي ولا تَذَرُ
 
لوْ شُفْتَنَا ،
في تَكْوينِنَا عَجَبٌ
كَأنَّنَا لا جِنٌ ولا بَشَرُ ..
والشاعرة ميار أحمد من جامعة الإسكندرية :
أوتارُ شَدْوِك من عروقي نُظِّمتْ
آذانُ قلبي بالكمانِ تتيمُ
 
لوْلا أيَادِي العازفين لَخِلْتُه
حُرَّ الجَنَاحِ بروضِه مُترنِّمُ
 
لوْلا وجودُ الحاضِرين لَخِلْتنِي
معزوفةً في قصرِ لحنِك تنعَمُ
 
نَطَقَ الجمادُ فهامَ قلبِي إثرَه
يَرْعَى العَصَا و هي عليْه تنغِّمُ
 
ثم قام الشاعر محمد خالد الشرقاوي من جامعة القاهرة بإلقاء قصيدة شعلاية ونصها :

ما بعد البدء ...
بعت جواب لشيطاني بطلب الصلح
وبمكر الشعراء
غَويته بصورة بنت حُورية
ما ليها وجود لا ف سما و لا أرض،
فبَصم بإيده ورجوله
قبل ما يقرا
- إن الطرف الأول " شاعر "
لا يخضع لقانون الكون
لم يُخلق من طين أو نار
- و إن الأرض مجرد قاعدة
تحمل جسدي الأشبه بالبني " آدم ".
والشاعرة روضة شاهين من جامعة جنوب الوادي :
ولدتُ على ساعةٍ عُطِّلَتْ
واستقرتْ يدايَ بحلقي أتمَّ الجميعُ الكلامَ
وكنتُ أُتِمُّ السكوتْ ..
إذا جاءَ ليلٌ أدسُّ الظلامَ بحَنْجَرتي
وأمدُّ يديَّ كطيرٍ كسيحٍ
له العجزُ والخوفُ منذُ الولادةِ حتى يموتْ ...
ذبلتُ كزهرِ البنفسجِ عندَ انتهاءِ الحنين ..
كجذعِ كمانٍ حزين ..
فتحتُ فمي كي أغني وجدتُ الغناءَ خطيئة ..
وجدتُ الجميعَ يخيطونَ قلبي
فالحبُّ أيضًا خطيئة ..
وجدتُ رؤيايَ خطايَ
حياتي مماتي خطيئة ..
وجدتُ الكلامَ يموتُ على شفتيَّ
وفي وحشةِ الليلِ
أسقطُ بينَ دموعي الغريقة ..
أنا لستُ ممنْ يقولونَ نصفَ الحقيقة ..
وها قد مضيتُ إلى منتهاي
وأشعلتُ روحي ملاذًا ومأوى
فمنْ سيردُّ غيابي عني
إن كانَ يقوى ..
ويلهمُ قلبي بأنَّ الحياةَ دليلٌ ضعيفٌ
وأني إلى الآنَ ما زلتُ أقوى.

وأكد الشاعر حسين القباحي في ختام اللقاء الأدبي، على أهمية هذه اللقاءات في إثراء الحركة الأدبية ودورها الفعال في نشر الطاقة الإبداعية لدى الشباب بشكل خاص لكي يكونوا قادرين على مواجهة التحديات وتجنب تراجع أو جمود وهجهم الإبداعي.