الدكتور حسن طلب

استضاف بيت الشعر في مدينة الأقصر، أمسية شعرية، للإحتفاء بتجربة الشاعر الدكتور حسن طلب، وذلك في إطار برنامج بيت الشعر الشهري "شاعر وتجربة".
 
وأدار الأمسية مدير بيت الشعر بالأقصر الشاعر حسين القباحي، حيث بدأها معرفاً بالشاعر الدكتور حسن طلب وهو من مواليد محافظة سوهاج عام 1944، وتدرج في السلك الجامعي حتى أصبح عضو هيئة تدريس بكلية الآداب جامعة حلوان حاليا، ونائب رئيس تحرير مجلة إبداع، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وقد على حصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة، جامعة القاهرة، 1968، وماجستير في الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1984، وأكمل الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1992، ومن دواوينه الشعرية، وشم على نهدي فتاة دار أسامة القاهرة 1972، وسيرة البنفسج، وأزل النار في أبد النور دار النديم القاهرة 1988، وأية جيم (قصيدة طويلة) الطبعة الأولى هيئة الكتاب القاهرة 1992 الطبعة الثانية دار التلاقي للكتاب 2010، ولا نيل إلا النيل دار شرقيات القاهرة 1993، وبستان السنابل مختارات مكتبة الأسرة 2002.

واستهلَّ الشاعر حسن طلب، الأمسية بالحديث عن علاقة الشعر بالفلسفة، فالشاعر فيلسوف بطبعه لكن دون أن تطغى الفلسفة على الشعر فيصبح جامدًا لا روح فيه، وأن الفلسفة والشعر يتجاوران لكن لا يلتقيان، كما تحدث أيضًا عن دراسته للفلسفة وتدريسه لها في الجامعة، مؤكدًا أنه آمن أن الشعر لا يحتاج شريكًا وأن الفلسفة لم تكن بمعزل عن الشعر حيث يقودنا الشعر إلى الفلسفة، فالفلسفة هي التأمل والشعر أيضًا جوهره التأمل، مؤكدًا على ضرورة حرص الشاعر أن يكون واعيًا للفرق بين الفلسفة والشعر بحيث لا ينزلق الشاعر إلى هوة الفلسفة السحيقة، مؤكدا أن كثيرًا من الفلاسفة يرون أن أقرب ناثر للشاعر هو الفيلسوف، وأنها علاقة معقدة وليست بسيطة وتتطلب الحرص من الشاعر.

وفتح الشاعر حسين القباحي، باب المداخلات للجمهور فجاءت الأسئلة حول قصيدة النثر والرمز في الشعر والمناخ الذي يعيش فيه الشاعر ومصادرة الأعمال الإبداعية وعن سبب عدم إخلاصه لكتابة القصيدة العمودية على الرغم من تجاربه المتفردة فيها وعن رأيه في الشعراء الجدد وعن العلاقة بين الكلمة والنص البصري.

وقد أجاب الشاعر حسن طلب، عن كل هذه الأسئلة والمداخلات، فالبنسبة لقصيدة النثر، تحدث عن أن البعض يهرب إليها بسبب تعقيدات العروض، مؤكدًا على أنه إذا أردت أن تثور على نسق فني فلابد أن تعرفه جيدًا، وأن على قصيدة النثر أو أي خروج أن يلبي حاجة جمالية والمعيار في النهاية هو الشعر وحده متجردًا من كل الأشكال، وعن رأيه في الأجيال الجديدة فقد تحدث عن أن معرفة الأجيال الجديدة هي امتداد لمعرفة الشاعر بتراثه، فقد كان أساتذته ينصحونه بالذهاب للتراث على شرط أن يكون في جيبك تذكرة العودة، وتحدث أيضًا عن أن الأجيال الجديدة تعود إلى الوزن وأن نسبة الشاعرات زادت بدرجة كبيرة وليست منفصلة عن تفوق البنات عمومًا.

وفي ختام الأمسية، قرأ الشاعر حسن طلب، من قصائده المتنوعة:
 
وتَحصَّنتُ بإقليمِ المِيمْ
وتَزيَّنتُ بمَحْضٍ مِن أزلِ النَّارِ
ووَمْضٍ مِن أبَدِ النُّورِ
تَوطَّنْتُ.. فلستُ أنامُ ولستُ أُنيمْ!
وتَمكَّنْتُ.. حنَنْتُ
وكنتُ ظننْتُ حَنيني سيُواتينِي
كانتْ تَسطَعُ في تِيهِ ظُنونِي
تَسمَعُ رجْعَ أنينِي.. وتُنادينِي
فيجئ إلىَّ الصوْتُ: تَرانيمَ.. تَرانيمْ!
فبكيْتُ.. وكنتُ أتيْتُ:
دَليلِي الصوْتُ وحادِيَ الصَّمتُ
صمَتُّ.. وكنتُ تَكلَّمْتُ
فمالتْ عبْرَ الزُّرْقةِ والوقتِ
وقالتْ: يا أنتَ: بكيْتَ فأبكيْتَ.. فمَن أنتَ؟
أجبْتُ: وَسيمٌ في سَمْتِ دَميمْ!
فاتَّشحَتْ بالدَّيْنونَةِ
واتَّضحَتْ بينَ اللَّوْنِ وبينَ الكيْنونَةِ
قالتْ: لكأنَّكَ قدْ- يا هذا- جرَّدْتَ البهجَةَ عنِّى
لَكأنِّي بكَ قد أَفسدْتَ المُهجَةَ- أو كِدْتَ- فزِدْني!
قلتُ: مُحِبٌّ أتلَفَ بالعشْقِ النَّفْسَ..
وصَبٌّ كلَّفَ بالشَّوقِ الحسَّ
فباحتْ بالمَكنونِ.. وصاحتْ:
يا لَنعِيمٍ قدْ قُدَّ على قَدِّ جَحيمْ!
.....................
واتَّحدَتْ بتواريخِ الحُبِّ..
وأفْصحَتِ: اشهَدْ أنِّى أشْهدتُكَ:
مَن خيَّبَ صبًّا خابَ.. ومَن لامَ مُحبًّا لِيمْ!
وأضافتْ: إنِّي بَوَّأتُكَ ما لمْ يُتَبوَّأْ
فتهيَّأْ.. وخُذِ الوردَةَ
قلتُ: الوردةُ حادِثَةٌ
قالتْ: لكنَّ العطْرَ قَديمْ.