صدرت مؤخرا عن دار رؤية، رواية "حسن الختام" للكاتبة صفاء النجار. تدور أحداث الرواية حول الفنانة التشكيلية "حبيبة النحال" التي تقضي شهور حملها التسعة بعيدة عن وطنها، حيث تخضع لتجربة استنساخ وما تحمله في رحمها هو جنين لطفلة مستنسخة. وعبر الرواية بفصولها التسعة التي يمثل كل فصل منها شهرا من شهور حملها، نعيش مع "حبيبة" هذه التجربة الخاصة وما يعتريها من قلق ومخاوف وتغيرات جسدية ونفسية في انتظار طفلتها، ومن هذا الواقع الذي تعيشه والذي يتزامن مع ما يحدث في مصر، تعود "حبيبة" إلى الماضي متذكرة علاقاتها المتشابكة مع أمها: "صدر أمي متوتر متقلب، أحيانا يخنقني دفؤه، سمعت كثيرا عن أسر كانت تستدفئ بموقد وماتت مختنقة وكانت هذه الصورة تأتيني عندما تحتضنني أمي، فأمي إذا لم تمتلكك وتثبت لها امتلاكها لك، تستغني عنك تماما". كما تتذكر علاقتها الملتبسة مع أبيها الذي تكونت لديها قناعة منذ الصغر أنه لا يرضيه شيء، وبمرور الأيام تأكدت أنه لا يراها، وأنها منفية من ساحته، وأن التجاهل والصمت هو ما يجمعهما. وتغوص الرواية في الأسباب النفسية والمجتمعية التي تجعل شابة تلجأ لمثل هذه التجربة، وهي التي تعودت الوحدة، فطوال أيامها كانت وحيدة، علاقاتها عابرة، دون صداقات حميمة، كراهيتها للتراتبية والمنافسة، موهبتها كفنانة تشكيلية وكيف أقدمت على حركة متمردة في الفن التشكيلي بإقامتها معرضا للوحات العراة وقد تعود الفن التشكيلي رسم النساء عاريات، ولكن عراة حبيبة هذه المرة كلهم رجال، أنماط مختلفة من الرجال: رجال أعمال، فنانون، مثقفون، سياسيون، يتطهرون من ذنوبهم بعريهم، بتثبيت لحظات من حياتهم دون سرقات، أو اختلاسات.