صدر مؤخرا عن سلسلة إبداعات الثورة بالهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة "جدتي تحكم العالم ليلا" للقاص سمير المنزلاوي. والقاص في هذه المجموعة يغوص في عالم القرية لينظر إلى حكاياها نظرة مختلفة، حيث يرصد من خلال تجاربة واقعًا إنسانيًّا دقيقًا، يفتش فيه عن الخفايا، حيث تحتل المرأة فيه حيزًا متسعًا تكاد تكون هي المحرك الخفي للأحداث. كما يحاول الكشف عن دقائق القرية التي سعى الكثير من الكتاب لجعلها النموذج المعبر عن الأصالة والتمسك بالعادات والتقاليد، لكننا هنا في هذه المجموعة أمام شخصيات قروية ينكشف عنها الحجاب ببراعة فيختلط في ملامحها المقدس والمدنس. كما يبني القاص أحداث قصصه على التخيل كمحرك أساسي للحدث؛ فالمروي عنه قد يكون فرنًا بلديًّا فيجعله كائنًا حيًّا، ومن خلال هذا التشخيص للفرن يحاول أن ينقل لنا المشاعر التي تحرك الجماد فتتحرك من خلال هذه العلاقة الحميمة مشاعر المتلقي وتبئير القاص مركّزًا على السيدة الصغيرة من خلال تعاطف الفرن معها وتركيزه على حالتها الإنسانية.