قررت الدار المصرية اللبنانية إصدار طبعة ثانية من أحدث روايات الكاتب الروائى فؤاد قنديل "دولة العقرب" بعد نفاد الطبعة الأولى الصادرة قبل نحو شهرين. وتعد هذه الرواية إضافة فنية مهمة لمسيرة فؤاد قنديل الأدبية، إذ أنها ليست فقط شهادة على العصر، ولكنها محاولة جادة للخروج من أسر التشكيل النمطى للسرد الروائى السائد. وتتكون "دولة العقرب" من قسمين، يتناول الأول عالما يتسم بالبساطة والأصالة والحب والتسامح والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى برغم ما يشهده من أحداث تعيشها الشخصيات بأمل وهى متمسكة بكثير من القيم التى ورثتها بحكم حياتها فى كنف السيدة زينب، لكن القسم الثانى يقدم لنا صورة لعالم مختلف توحشت فيه بعض الشخصيات واقتحمت الحى شخصيات جديدة بأجندات مشبوهة لتتراجع قيم وتحل أخرى معاكسة. ارتفعت نبرة الصراع وحدة المواقف ومن ثم اضطر أبطال القسم الأول لمواجهة عالم الغابة فى القسم الثانى بحثا عن مصائرهم التى تتعرض لكثير من التهديد بسبب المستجدات الشرسة وتغلغل القبح وسهولة اللجوء للقسوة. عالمان يكملان بعضهما البعض وإن كانا متناقضين ومتصارعين ليترسخ الشك والرعب من المستقبل، وفى الختام سيجد القارئ نفسه فى مواجهة سؤالين ملحين لا يستطيع الإجابة عليهما غيره.. هل استطاع الكاتب تجسيد شخصيات تتمتع بالمصداقية وتتفجر بالحيوية اعتمادا على أن رسم الشخصيات أهم ما فى الرواية؟ وكيف تيسر له تصوير العالمين المتلاطمين بمعطيات الواقع فى إطار قيم الجمال والفن؟. "دولة العقرب" هى الرواية التاسعة عشرة للكاتب، ومن أعماله "السقف، الناب الأزرق، عشق الأخرس، عصر واوا، روح محبات، حكمة العائلة المجنونة، قبلة الحياة، ابقى الباب مفتوحا، رجل الغابة الوحيد".