أصدر الأديب الجزائري، الدكتور بومدين جلالي حديثًا، رواية "جلسات الشمس" عن دار الحمراء الجزائرية، والتي يؤسس فيها لرؤية تأملية يستحضر فيها التاريخ وما علق به من حكايات الزمن المنسي، ويعود للنبع الأول –الشمس- في تقفي لأثر الذات الساردة التي يمثلها الروائي في شخصه. رواية "جلسات الشمس" كما وصفتها الأستاذة خيرة بغاديد أنها "استحضار لما انفلت من التاريخ أو التأريخ لأوجه الاستثناء، في رؤية تفاؤليّة تعيد المجد إلى أصوله الأولى، أو تعيد الأصول إلى مجدها، في وقفة تأمليّة احتفائية ذات بعدٍ تأسيسيّ ، يرتكز على مرجعيَّة تنهل من شتّى الروافد من تراث ودين وتاريخ وأدب. وجاءت الرواية في بناء قوي يعتمد على السرديّة مزجًا بين الخيال والواقع، بين الأسطورة والحقيقة، واستعان جلالي بومدين في "جلسات الشمس" بشخصيات مألوفة أخرى غير مألوفة فالأولى تؤسس حضورها في ذاكرة الراوي-البطل بكلّ قوة كمرجعية ذات أبعاد دينية، تاريخيّة ، تراثيّة، فنيّة، أما الثانيّة فهي عجائبية تلعب دورًا كبيرًا في تغيير مسار البطل-الراوي، وانتقاله من مكان إلى آخر عبر تلك الرحلة العجائبيّة المفتوحة على كلّ الاحتمالات. يقول الدكتور جلالي بومدين الأستاذ بجامعة سعيدة في الغرب الجزائري، في روايته "أسس التاريخ القاتل قابيل وأسس التاريخ المقتول هابيل، ولم يلتفت شخص ثالث إلى التاريخ الذي لا قاتل فيه ولا مقتول، وهذا ما جعلنا نفتح ديوانًا يقرأ ما حدث قراءة نقدية حرة لعلها تكشف الحجب عن الرؤية الثالثة الموجودة المفقودة"، كما تعيد الرواية المجد لمن أسّسوه وظلّوا خالدين بالذاكرة الجمعية أو بالذاكرة الخاصة للراوي، وكأنّه استقراء للتاريخ البشري، واستطلاع نحو الأزمنة العابرة واللاحقة وكشف ملامحها الأولى وتفاصيلها الحقيقية، بل إعادة التمعن والتأمل فيها وفي أحداثها . وعرف عن بومدين جلالي  بن مدينة البيض، نشاطه الأدبي والمعرفي والإعلامي الكثيف وله العديد من الدراسات الأكاديمية منها "تسامي الأنا في الشعر الجاهلي"، "النقد المقارن في الوطن العربي"، "عرش أولاد سيدي الناصر بن عبد الرحمن" لإضافة إلى معلقة مدينة البيض، ومجموعة شعرية نشرت بالعديد من الصحف الجزائرية والعربية.