عرضت الفنانة التشكيلية دلال حالومجموعة جديدة من اللوحات و التحف الفنية التي أحيت من خلالها إبداعات الفن و الحرف التقليدية التي يزخر بها التراث المحلي من خلال فن السجاد وصناعة الحلي والخشب. فقد أعادت هذه الفنانة العاشقة للألوان والمولعة بالتراث الامازيغي والإفريقي إلى الواجهة تلك الإبداعات الفنية التي كانت تتزين بها البيوت القديمة في لواحاتها الفنية التي تعرضها من 22 إلى 31 مارس برواق مدياتيك بشيرمنتوري بالجزائرالعاصمة. استخدمت دلال حالو التي انتمت للمدرسة العليا للفنون الجميلة في هذه الأعمال الجديدة التي تشمل أكثر من 40 لوحة قطعا من السجاد المحلي التقليدي وقطعا من الحلي التقليدية والخشب والسيراميك. وجاءت مواضيع هذه الاعمال الفنية تكريما للأيادي المبدعة حيث نجد "الخمسة" كما تسمى عند عموم الناس حاضرة في جل الأعمال المعروضة. و أكدت الفنانة أن الحضورالبارز لليد أو"يد فاطمة" كما سمتها "هو تقديرلكل عمل إبداعي كان ثمرة اليد خاصة يد المرأة " مضيفة أن المرأة تحرص دوما على تزيين بيتها مهما كانت بساطة الأشياء التي تستخدمها لذلك". فقد أعطت الفنانة في هذا المعرض مطلق الحرية لخيالها للتجوال في سجل الإبداعات التقليدية التي جادت بها قريحة وأنامل المبدع الجزائري في تعامله الدائم مع الحاجات اليومية حيث روضت الفنانة تلك المواد التي كان يستعملها الحرفيون في انتاجاتهم للتعبيرعن المحيط . و تتجلى من اللوحات الغنية بالألوان رغبة كبيرة لدى الفنانة في امتلاك الحياة وأيضا الغوص في أعماق الذات من خلال مختلف اشكال المرايا التي استعملت في انجاز بعض اللوحات وهي ترمزكما أوضحت إلى" أهمية أن يرى المرء نفسه على حقيقتها". و من بين الإعمال التي تستوقف الزائر مجموعة من الأقراص الشمسية التي طغت عليها بعض الألوان القاتمة و كذا نماذج للسجاد القبائلي و نماذج لأبواب القصبة و لوحات أخرى استعملت فيها الرسامة طريقة الرسم البارز كما في اللوحات الأقنعة الإفريقية. كما جسدت في بعض اللوحات نماذج للحيوانات و الزواحف التي تشتهر بها المنطقة إلى جانب عرض مجموعة من التحف الفنية المزينة برسومات أنيقة على غرار مجموعة علب مختلفة الأشكال و الاستعمالات. و يشكل هذا المعرض نقلة في مسارالفنانة التي بدت أكثر تحررا في التعامل مع الألوان وفي طرح المواضيع التي جمعت بين دقة الفن العصري وأصالة الإبداعات الفنية التقليدية مشكلة في النهاية فسيفساء ثرية بالألوان ارد تها جسر بين "الأصالة والمعاصرة" و هو عنوان المعرض.