قال وزير الثقافة الدُّكتور محمد صابر، باكيًا، خلال مؤتمر معرض ثقافة البناء وثقافة التَّدمير، الذي أقيم في دار الأوبرا: أصعب مشهد رأيته في حياتي عندما شاهدت حجم التَّدمير في دار الكتب، التي ﻻ تعد دارًا تقليديَّة بل ثقافة وطن ووعي أمَّة، وهي علامة على ما يفعله الإرهاب في ثقافتنا ووعينا، حيث تعرَّضت روحنا السَّمحة إلى اﻻنفجار وليس تفجير بناية وإنما تفجير تراكم حضارة. وأضاف الوزير "في العالم كله لم تحدث جرائم من هذا النوع، لكنني للأسف أرى أنه تم اختزال المشهد في أزمة سياسية ولم يعالج الموضوع على أننا أمام جريمة، فهذا التراث ليس ملكا للمصريين وإنما للإنسانية وكل إنسان له ذوق حضاري سواء كان مصريا أو عربيا أو أجنبيا"، مشيرا إلى أن "حجم الخسائر من المقتنيات بلغ تدمير بعض المخطوطات الفارسية والعربية من أقدم تراث نمتلكه كعرب، بالإضافة إلى برديات من القرن الأول الهجري والمنمنات والزخارف، فضلا عن جميع التجهيزات التي تم إنشاؤها". وتابع صابر: أصعب مشهد شفته في حياتي كان الجمعة الماضي، فأنا أفهم أن تحدث جريمة أو انفجار في الشارع، بحيث استهدف مبنى تاريخي سواء المتحف الذي يشغل الطابق الأول منه أو دار الكتب خانة التي توجد فوق المتحف دون التفكير في تاريخه، مشيرا إلى أنه "تم ترميم المبنى كي يكون بيتا للتراث عام 2007 ليضم نوادر المخطوطات، والمصاحف أصبحت أهم مصاحف في العالم وبرديات يرجع تاريخها للقرن الأول الهجري ومجموعة من التحف والخط العربي التي جمعت من تبرعات العائلات، عندما تم إنشاء الدار لتشمل لوحات وزخارف إسلامية واسطوانات نحاسية يصل تاريخها إلى القرن الـ 19، والتي ﻻ نستطيع سماعها". وقال: إنه ﻻ يمكن نقل تلك المتاحف القديمة لأن للمباني قيمتها المعمارية والتراثية. وأعلن عن أن "الحكومة أسندت إكمال متحف محمود خليل إلى المقاولون العرب وسيتم اﻻنتهاء منه خلال 6 أشهر، لأننا في بلد ﻻبد أن تتغير فيه كل شيء للأفضل، ولن يتم إﻻ بالناس الذين دفعوا تبرعات وصلت إلى 50% من قيمة التبرع لترميم المبنى عام 2007". وقالت المشرفة العامة على دار الكتب في باب الخلق الدكتورة إيمان عز الدين: نحن أمام هجمة تتارية حادة ضد التراث الإنساني، لكننا لن ننحني أمامها، ودار الكتب بباب الخلق ستنار أضواؤها مرة أخرى بدعمك، مصريين وعربا وأجانب، فنحن في انتظار دعمكم كي نقوم مرة أخرى، لافتة إلى أن مقتنيات الدار دخلت تراث العالم وذاكرة تراث العالم في اليونسكو من 2005، بحيث دخلت مجموعة مخطوطات فارسية، وفي يونيو 2013 دخل 140 مصحفا مملوكيا ذاكرة العالم، الأمر الذي يجعلنا لسنا أمام تراث مصري أو عربي أو إسلامي ولكن عالميا نفخر بأننا نملكه ونحتفظ به رغم تدمير العرض المتحفي والذي ضم البرديات والعملات ونتمنى دعمكم.