تحتضن مؤسسة الحي الثقافي "كتارا" معرضا تحت عنوان "من قرطبة إلى كوردوبا" الذي يقام بالتعاون مع السفارة الإسبانية في قطر و مؤسسة البيت العربي في أسبانيا حاليا ويستمر حتى نهاية أغسطس المقبل وذلك رغبة في إحياء التراث المعماري الإسلامي في المدن الأندلسية القديمة. ويحتوي المعرض على خمسين صورة فوتوغرافية تجسد أبرز المعالم المعمارية لتقدم مجموعة متنوعة من التفاصيل الزخرفية للآثار الرمزية والأبواب والأبراج والمنارات والحمّامات في المدينة الإسبانية "كوردوبا" من خلال أمثلة عن الفنّ المدجّن بكونه آخر نمط معماري في شبه الجزيرة الإيبيرية ومدى تأثره بما بلغته الأندلس من ازدهار و تنوع حضاري و ثقافي برز جليّا على مختلف الأصعدة بما فيها فنّ العِمارة، ومن أبرز معالم هذه المدينة المسجد والكاتدرائية والمجمع المعماري لمدينة الزهراء. وكانت قرطبة قديما تحتوي على 100 مسجد قد تغيرت معالمها إمّا بتدميرها أو بتحويلها إلى كنائس ومتاحف, فبعد سيطرة ملك قشتالة فيرنادندو الثالث على الأندلس حُولت المساجد المتبقية إلى 13 كنيسة ،ومع ذلك مازال التراث الإسلامي حاضرا في المعمار الإسباني إلى اليوم. وقال السيد أحمد السيد نائب المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا خلال افتتاح المعرض مساء الخميس إن هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التي تقيمها كتارا من أجل تعزيز علاقات التعاون الثقافي مع غيرها من الدول هادفة بذلك إلى تقريب الجمهور سواء كان من القطريين أو المقيمين من هذه الكنوز الحضارية وإطلاعهم عليها. ومن جانبها أوضحت سعادة السيدة "كارمن دي لابينيا" السفيرة الإسبانية لدى الدولة أن مثل هذه المناسبات تترجم التعاون الثقافي بين قطر وإسبانيا، وتشكل نقطة مضيئة على درب التلاقي فهي تمنح الفرصة للجمهور للإطلاع على كنوز أثرية و حضارية ضاربة في التجذر مازالت تشهد على روعة المعمار الإسلامي في المدن الإسبانية. يذكر أن هذا المعرض بعد قيامه بجولة في إسبانيا، تم نقله إلى عدة عواصم دولية ليحط الرحال أخيرا في الدوحة، من أجل اطلاع الجمهور على مدى تأثر المعمار في إسبانيا بالزخرفة الإسلامية التي تطورت في عهد الحكم الأندلسي. وكان البيت العربي، وبمشاركة من مصورين إسبان ،قد نظّم في ابريل 2012 معرض "من قرطبة إلى كوردوبا" بُغية إعادة اكتشاف وتقييم هذا الإرث العربي الإسلامي في هذه المدينة الأندلسية العريقة.