ويأتي تنظيم هذا المعرض، حسب المنظمين، في سياق تجاوز الأزمة التي يعرفها واقع القراءة والعزوف العام عن المطالعة على الرغم من التطور الملحوظ لدور النشر الناتج عن الطفرة التكنولوجية والتحسن في إمكانات النشر والتوزيع، وكذا ارتفاع عدد المعارض واللقاءات الثقافية بالمملكة. وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية المغربية للإعلام والاتصال المواطن، هشام المكي، إن تنظيم هذا المعرض يندرج ضمن الأنشطة الأساسية التي تراهن عليها الجهة المنظمة، وهي جمعية الحكامة للتنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية بجرسيف، من أجل تحفيز القراء على الاهتمام بالكتاب في ظل الطفرة التكنولوجية الكبيرة التي يعرفها عالم الاتصال والإعلام، والسير الحثيث نحو الرقمنة والاعتماد المتزايد على الوسيط الرقمي في نقل المعرفة، وهو ما يطرح تحديات وإشكالات تخص موقع الكتاب الورقي ضمن التحولات الجارية. وأضاف المكي أن هذا المعرض يعد من ضمن التمثلات الرئيسية لقضايا الشأن الثقافي والنشر بالمملكة، وتجسيدا لدور المثقف الأصيل في تعزيز التنمية المستدامة، خصوصا، في سياقاتها الجهوية، وذلك انسجاما مع التوجهات الكبرى للبلاد، حيث يتزايد الرهان على المبادرات المحلية والجهوية وانخراط الجميع في مسلسل التنمية، الذي لا يمكن أن يتحقق في غياب الرهانات الثقافية. ويتضمن برنامج هذا المعرض، الذي يشارك فيه العديد من دور النشر المحلية والجهوية والوطنية، مجموعة من الندوات العلمية التي تقارب، على الخصوص، مواضيع "القراءة والكتاب في عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال"، و"القراءة في عصر الصورة" و"سؤال القيم في ظل الزحم التكنولوجي والمعرفي للانترنيت" و"التحولات الثقافية والسياسية والرقمية في زمن تكنولوجيا الاتصال والإعلام وعلاقتها مع الشباب"، بالإضافة إلى توقيع كتب ودراسات إعلامية حديثة حول صورة التضامن الإجتماعي في الإعلام الوطني.