في قفص تلو الآخر، تخرج المحار من مياه هوليوود (ميريلاند شرق الولايات المتحدة) على بحيرة تشيسابيك وتصل في اليوم التالي على ابعد تقدير الى المطاعم،  فبعدما كادت تندثر قبل 20 عاما عادت ثمار البحر هذه الى قوائم الطعام لتؤشر على تحسن الصحة البيئية للخليج. ويوضح تال بيتي لوكالة فرانس برس وهو يخرج اقفاص المحار التي ستنظف وتسلم في الساعات التالية "انا اعرف هذه المياه منذ اربعين عاما. ويوضح مربي المحار هذا الذي تقع مزرعته قرب مصب الخليج وهو من اكبر المصبات في العالم "في تموز/يوليو وآب/اغسطس الماضي كانت الطحالب منتشرة بكثافة بحيث كنا لا نرى القاع. لكن بعد ذلك اصبحت الرؤية واضحة مما يعني ان المحار نظفت المياه". ومحار تشيسابيك المعروفة علميا باسم "كراسوستريا فيرجينيكا" والتي كانت منتشرة بكثافة سابقا، اختفت تقريبا في نهاية القرن العشرين بسبب الصيد المفرط وامراض عدة وتلوث لم يتم احتوائه بعد. في العام 1607عندما استكشف الانكليزي جون سميث الذي اشتهر بمغامرته مع الهندية بوكاهونتاس، الخليج "كانت المحار منتشرة بكثافة كبيرة بحيث كانت السفن تصطدم بها" على ما يروي ستيفن آلن عالم الاحياء في "اويستر ريكوفري بارتنرشيب" (او ار بي) وهي شراكة بين القطاعين الخاص والعام للترويج لهذه الرخويات وقبل حوالى عشرين عاما لم يبق من هذه المحار الا 1 % مما كان يحويه الخليج قبل قرن من ذلك. ويوضح آلن "اليوم اعادة ادخال المحار تساهم بدور حاسم في صحة" خليج تشيسابيك. فالمحار تتغذى من علق البحر الذي يضر تكاثره بسبب فائض الازوت والفوسفور، بالتوازن البيئي للمياه على ما يوضح عالم الاحياء هذا. ويمكن للمحار ان تنظف 200 ليتر من المياه في اليوم موضحا "انها كلية الخليج". يضاف الى ذلك ان شعابها تشكل ملاذا لانواع اخرى مثل الاسماك وبلح البحر وخصوصا السلطعون الازرق الذي يشكل مفخرة ميريلاند وتشيسابيك. السلطات العامة في ولايتي ميريلاند وفيرجينيا المحاذيتين لتسيشابيك  اطلقت في السنوات الاخيرة برامج انقاذ مع اقامة محميات وتوفير قروض ميسرة لتطوير زراعة المحار. واعادت "او ار بي" في غضون عشر سنوات ادخال 4,5 مليارات محار مع برنامج لاعادة تدوير قوقعاتها الفارغة التي تشكل حاضنات لصغار المحار. وقد بدأ الانتاج ينتعش ببطء. وجمعت ولاية فيرجيينا في شتاء 2012-2013 ما مجموعه عشرة الاف طن اي ضعف السنة السابقة وعشرون مرة اكثر مما كان عليه المحصول في 15 عاما مع ان ذلك لا يشكل سوى 1 % مما كانت تنتجه في خمسينات القرن الماضي. تال بيتي الذي اسس شركة "هوليوود اويستر" انطلق في مغامرة تربية المحار وهو غير نادم على ذلك. فقبل خمس سنوات كان هذا الرجل البالغ 55 عاما يعمل في مجال المال في ضاحية واشنطن. اما اليوم فهو يعتمر قبعة ويتلقى عبر هاتفه النقال وهو على متن زورقه طلبيات تجار الجملة والمطاعم المحلية. ويؤكد "الطلب يستمر في الارتفاع. فقبل سنتين انتجت مليون ونصف المليون والعام الماضي ثلاثة ملايين وهذه السنة نتجه نحو اربعة ملايين". ويضيف "انا محظوظ لان الطهاة والمستهلكين يحبون مذاق محاري". فالمحار باتت رائجة مجددا بفضل المستهلكين الاميركيين الحريصين على الحصول على منتجات محلية. وتحرص "اويستر بار" (حانات المحار) المزدهرة في واشنطن على تقديم محار تشيسابيك. ويعتبر توني كوكبي صاحب حانة "كاتش 15" للمحار التي فتحت ابوابها قبل ثلاثة اشهر على بعد مئات الامتار القليلة من البيت الابيض ان هذه المبادرة منطقية موضحا "هذه المحار محلية ولذيذة جدا وكبيرة وليست مالحة كثيرا".