التقلبات الطبيعية فى درجة حرارة المحيط فى شمال الأطلسى، لها تأثير هائل على المناخ فى نصف الكرة الشمالى، حيث ذكر موقع "ساينس ديلى" المعنى بشئون العلم أن هذه التقلبات تحدث نتيجة لـ"رقصة معقدة" بين قوى الطبيعة، ولكن يمكن لباحثى جامعة أرهوس الدنماركية الآن بيان أن النشاط الشمسى وتأثير الثورانات البركانية أديا إلى هذه الرقصة خلال القرنين الأخيرين. ولنتخيل صالة رقص بها اثنان من الراقصين، يحافظان بشكل ظاهر على توقيت إيقاعهما الفردى، وفجأة يجد الشريكان نفسيهما يتحركان حسب نفس الإيقاع، وبعد نظرة أقرب إليهما يكون من الواضح رؤية أحدهما يسبق الآخر. كانت تلك الصورة التى استطاع أن يراها باحثو جامعة أرهوس عندما قارنوا الدراسات الخاصة بانبعاث الطاقة والنشاط البركانى خلال الـ450 عاما الأخيرة مع التقلبات فى درجة حرارة المحيط خلال نفس الفترة. وأظهرت النتائج بالفعل أنه خلال الـ250 عاما الأخيرة تقريبا - منذ الفترة المعروفة بعصر الجليد الصغير - أنه فى الإمكان رؤية علاقة ترابطية واضحة حيث تكون القوى الخارجية، دورة طاقة الشمس وتأثير الثورانات البركانية على سبيل المثال، مصحوبة بتقلب متناظر فى درجة الحرارة بفاصل زمنى قدره نحو خمس سنوات. يذكر أنه فى القرنين السابقين، أثناء عصر الجليد الصغير على سبيل المثال، لم تكن الصلة قوية، ويبدو أن درجة الحرارة فى المحيط الأطلسى كانت تتبع إيقاعها الخاص إلى حد أكبر.