تسعى دول جنوب المحيط الهادئ الى افهام اكبر الدول المسؤولة عن التلوث في العالم ان وجودها في المحيط بات مهددا بسبب التغير المناخي، وذلك في مؤتمر يجمع دول المحيط الهادئ. وتعقد هذه الدورة من منتدى جزر المحيط الهادئ في جزر مارشال، وتفتتح الثلثاء، وتسعى الى اعادة تحريك الجهود الدولية في مجال مكافحة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المحيطات.وقال توني ديبروم نائب رئيس جزر مارشال "نريد ان يشكل هذا المؤتمر صرخة قوية". واضاف "ان الدول المجاورة للمحيط الهادئ تسبب اكثر من 60% من انبعاثات الغازات في العالم، وهذه النسبة آخذة في الارتفاع، نحن في معركة ضروس ضد التغير المناخي". وتعاني جزر توفالو وكيريباتي ومارشال من خطر حقيقي اذ ان بعض مناطقها تقع تحت مستوى البحر، ما يجعل المخاطر من ارتفاع منسوب المحيط واقعية ومرتقبة في المدى المنظور. وقال وزير خارجية جزر مارشال فيليب مولر "لقد اغرقت الامواج مطارنا في الآونة الاخيرة، ونحن نشهد تصاعدا في تآكل العديد من المناطق، اضافة الى الجفاف في مناطق اخرى بسبب التغير المناخي". وتفكر سلطات جزر كيريباتي بهجرة جماعية، قبل ان تغرق بلادهم في الماء، لكن يبدو ان سكان جزر مارشال البالغ عددهم 55 الفا لا يريدون مواجهة هذا المصير، وان يصبحوا "لاجئين بيئيين". وقال الوزير "نأمل الا نضطر الى المغادرة، انه خيار لا نريد ان نجبر عليه، نريد ان نبذل جهدنا لنعرف ما اذا كانت جزرنا قابلة للبقاء، ولهذا نطلب من اصدقائنا في كل العالم ان يتخذوا اجراءات سريعة". وتعتزم دول المنتدى توجيه رسالة بهذا الشأن الى العالم عن طريق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في آخر ايلول/سبتمبر. ومن المقرر ان يحضر منتدى دول المحطيط الهادئ ممثلون عن الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي وروسيا. في مطلع تموز/يوليو الماضي، اظهرت دراسة ان اثار التغير المناخي قد تطال 10% من سكان الارض بحلول العام 2100. ونشرت هذه الدراسة في مجلة اكاديمية العلوم الاميركية، وقد حدد القائمون عليها "نقاطا ساخنة" ستتأثر الحياة فيها بشكل كبير جراء الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة. وستطال هذه التأثيرات الزراعة والصحة والتنوع البيئي والوصول الى مصادر المياه. وستكون هذه النتائج حتمية على كوكب الارض ما لم تعمل الدول جاهدة متعاونة على تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، واهما ثاني اوكسيد الكربون.